رسالة العلم .. النهوض بالحياة

رسالة العلم …النهوض بالحياة

………………………..

مهمةً العلم ان يسخر جهد العلماء من كل الاختصاصات  لخدمة الحياة بما ينهض بها نحو مزيد من احترام  كل ما يعبر عن جمالها وكمالها ، واهم من في الحياة هو الانسان بكل خصوصياته , وليس بوجوده البدني الذي يشارك الحيوان فيه ، وانما بعقله الذي خلقه الله فيه ، وجعله منارة  هادية لذلك الانسان لكي يعقل ما يبصره ,  ويفهم ما يسمعه , ويميز بين الاشياء بما يلمسه , وان يستمتع بما يتذوقه , ويدرك بعقله الخير والشر والصلاح والفساد ، والانسان مكلف بما يعقله مما هو مسخر له ، وامر الوجود لله تعالى بكل ما فيه وهو الاعلم باسراره ، ومهمة العلم ان يعلم الانسان ما يجهل من امر الحياة , وان بكتشف بهذا العلم قوانين الكون التي احكم الله امرها بطريقة عادلة ومدركة عن طريق الاسباب الظاهرة ، وتجب الثقة بالعقل اولا وبالعلم ثانيا ، العلم اداة للعقل لكي يمكنه من فهم قوانين الكون التي احكم الله امرها ، والعلم هو اداة المعرفة لا صلاح الحياة بما تحتاجها ، ومن الجهل ان يسخر العلم للعبث بالحياة والتحكم فيها بما يفسدها ، وهذا عبث يفقد العلم خصوصيته وفضيلته وهيبته ، وفضيلة العلم باخلاقيته استعماله لكي يكون فى خدمة الحياة ، وان يسخر لاصلاح  هذه  الحياة بما ينهض بها ويمكن الانسان  من اكتشاف الجديد الذى يجعل الحياة اكثر كمالا ، وعندما يصبح العلم مهنة كسبية وتجارة  معاشية يفقد العلم هذه الاخلاقية التى تجعله اداة للخير ، وهذا هو دور الدين , وهو ان يضع ضوابط وقيودا لمنع الانسان من الانحراف والزيغ والضلال ، وعندما يتحرر الانسان من تلك القيود والضوابط التي أمرالله بها لاجل استقامة الحياة تتحكم الغرائز الفطرية الجامحة , وتزين للانسان ما فيه هواه من المطامع والمكاسب حينا ومن الاحقاد والكراهية حينا آخر ، الطمع والحقد امران متلازمان ، عندما يشتد الطمع  تكون به المظالم الناتجة عن الانانية والطغيان  يتولد الحقد وتكبر الكراهية والرغبة في العنف والانتقام ، مجتمع الترف والطغيان والمظالم يولد بطريقة حتمية مجتمع الحقد والكراهية ، ولكي يقاوم الحقد يجب ان يقاوم الظلم اولا ، الحقد في المجتمع كالاشواك التي تنمو في الارض المهملة ، الشعور بالظلم والاهمال لا بد الا ان يولد مشاعر الحقد ، مجتمعات الترف تنمو فيها مشاعر الكراهية لا محالةً ، هذه قوانين النفس عندما تشعر بالظلم لابد الا ان تحقد ، ليس عدلا ان تنهض مجتمعات الشمال وتزدهر الحياة فيها بما تملكه من الاسباب المادية والعلمية وتتخلف مجتمعات الجنوب بسبب الجهل والفقر والاهمال  , ولا بد الا تشتد مشاعر الكراهية في مجتمعات الجنوب المثقلة بالاعباء والفقر ، وهذه  هى  محنة الحضارة المعاصرة المهددة بالانهيار الحتمي بسبب انانية هذه الحضارة ، مالا عدالة فيه من النظم الاجتماعية لا يدوم عن طريق القوة ، وكل حضارة عندما تطغى وتكبر بالظلم لا بد الا تنهار حتما لان الطرف المظلوم يترصد ظالمه,  ويقف على الابواب ينتظر غفوته لكي بسترد منه ما اغتصبه من حقوقه ، مهمة الدين ان يوقظ الانسان من غفلته ويذكره بان الحياة حق لكل عباد الله ، ولا احد من طغاة الار ض خارج العبدية لله الجامعة للانسان , ولا كبير في الارض الا الله ، والله اكبر ، عندما نفهم روحية الرسالة الالهية التي ارسل الله بها رسوله الكريم مبلغا لها ومبينا لاحكامها التطبيقية في العبادات وفي الحقوق وفى السلوك الاجتماعي نتمسك بها  ونحترم احكامها التكليفية وينهض مجتمعنا بالتمسك بها  ، كم نحتاج الى فهم حقيقة رسالة الاسلام بالروحية الايمانية التي تحترم فيها الحياة ، الاسلام ليس مجرد شعارات ، وانما هو منهج حياة ايمانية تعبر عن احترام الانسان واحترام الحياة بكل تجلياتها الكونية ، هذه هي مملكة الله ، ولا احد خارج ضعفه الانساني وخضوعه لله تعالى فيما اراده الله له ، هذه هي مهمة العلم ان ينير طريق الانسان في رحلة الحياة عن طريق تمكينه من اكتشاف القليل من اسرار الكون التي خلقها الله ، واهم ذلك هو خلق الانسان الذي سخره الله لاصلاح الحياة وجعله مؤتمنا علىها ، ومن اهم ما حرمه عليه الا يعبث بها عبث العابثين , ولا ان يفسد فيها بسبب انانيته وجهله .

  • …………………………………….
( الزيارات : 204 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *