رسالة الله منهج ودلالة

  • رسالة الله .. منهج ودلالة
  •  

………………………………….

  • كنت كثير التأمل في رسالة الله لعباده التي ارسل ا رسوله الكرام مبلغا لها ومبينا لاحكامها ، انها رسالة من الله لكل عباده من قبل ومن بعد ، ولكل فرد ولكل جيل يدعوهم فيها  ان يؤمنوا بالله وبما جاء من عند الله ويعملوا صالحا ويتكافلوا فيما بينهم في حمل اعباء الحياة ويتراحموا ويحمل قويهم ضعيفهم ويتكفل غنيهم بفقيرهم ويتولى الكبير رعاية الصغير الى ان يكبر ، وكل الناس سواء عند الله في الحقوق الانسانية ، ولا تفاضل بينهم الا بما احسنوا فيه ، والله يجزي المحسن عن احسانه ويحاسب المسيء والمفرط والظالم ، هذه هي رسالةً الله الخالدة التي ارسل الله بها رسله ، وقد خاطب الله بها الانسان , واداة الفهم عند الانسان هو العقل بكل ادواته ووسائله التي يتوصل بها الى فهم ما خوطب به , والصغير والمجنون خارج التكليف ، وموضوع الخطاب الالهي مايلى
  • اولا : الدعوة الى الايمان بالله وما يتضمنه الايمان من العبادة والطاعة تعبيرا عن الشكر لله  ،
  •  وثانيا : العدالة في الحقوق بما يضمن اسباب الحياةً وكرامتها ، وقد بين الله اصول العدالة في الحقوق , واوضح احكامها وترك للانسان مهمة وضع الضوابط التي تكفل احترامها : واهمها ثلاثة : اولا : الحق في الحياة لكل انسان من غير تمييز بين العباد في هذا الحق ،
  • وثانيا : التحذير من الطغيان في اي حق من الحقوق الذي يزين للانسان العدوان على المستضعفين من عباد الله , وليس هناك اقسى ظلما من الطغيان في الارض والعلو فيها ،
  • وثالثا : تحريم اكل اموال الناس بالباطل في كل المعاملات والعقود الاذعانية والاتفاقات وكل اوجه الاستغلال والاحتكار وكل الربويات التي يستغل فيها ضعف الضعيف والمسكين والاستيلاء على قيمة جهده ، والامر الثالث الذى تضمنه الخطاب الالهي هو التكافل والتراحم بين العباد لكي تستقيم الحياة بهما معا  ، واهم ما امر الله به الصلاة للتعبير عن الايمان والزكاة للتعبير عن الحق في الحياةً , وكفالة هذا الحق من اهم مظاهر العدالة في الحقوق واقرار الحق في الحياة لكل الاخرين ، الزكاة حق من الله وفريضة ، وهي اهم اصل من اصول الدين ، ولا تستقيم الصلاة ولا تكتمل الا باداء الزكاة لمستحقيها من المحتاجين اليها ، الصلاة عبادة خالصة لله، والزكاة عبادة للتعبير عن الحق في الحياة ، لامنةً في الزكاة لانها حق ثابت للانسان ، كل ما هو مسخر للانسان من خيرات الارض هو لكل عباد الله ، وهم شركاء في كل ما ارتبطت الحياة به من الاسباب ، مهمةً النظام الاجتماعي في كل عصر ان يحترم ما امر الله به بروحية الرسالة وبمنهجية عصر النبوة كما طبقها رسول الله ، وكل ما خالف ذلك من جهد الاجيال اللاحقة لا يعتد به ، كل جيل مكلف بعصره ان يحترم كلمة الله فيما ترجح له الصلاح فيه من الاحكام التكليفية ، ويحمد تراث الاجيال فيما اسهم به كل جيل واحسن ، ويستفاد من ذلك التراث العلمي الناتج عن جهد الاجيال كفكر انساني ، رسالة الاسلام اقرت منهجا للحياة امر الله به لاصلاح الحياة ومنع افسادها ، وجعل الانسان مخاطبا به ومؤتمنا عليه ، وترك لكل جيل ان يضع نظامه الذي يجد فيه صلاح الحياة بما يترجح له الصلاح فيه ، وامر كل مجتمع شورى بين افراد ذلك المجتمع , وهم مكلفون بما يترجح لهم الصلاح فيه ولا تجتمع امتي على ضلالة تأكيدا لاحترام ما يراه كل مجتمع لنفسه مما يجد الكمال فيه ، من اراد الاسلام مطيته لدنياه اذله الله في سلطة ومال وشهرة ، لا يقال نظام الاسلام لان النظام من جهد الانسان , وثمرة لما ترجح له الصلاح فيه ، وانما يقال نظام يحترم اصول الاسلام وروحيته الايمانية في السلوك الاجتماعي ، وهو النظام الذي تحترم فيه الاسرة بكل ضوابطها الشرعية في الزواج والانساب وحقوق الاولاد والتوارث واحترام الارادة في تكوين الاسرة ، ولا زواج خارج الاسرة وتحمل كل اثار الزواج والمسؤوليات وكل علاقة رضائية خارج الاسرة لا شرعية لها , ولا صحة لعقد زواج لا زواج فيه لانتفاء مكونات الاسرة وكمالها ، ومما يجب احترامه في كل المعاملات والعقود ضبط الحقوق لكل انسان بطريقة عادلة لا استغلال فيه ولا طبقية اجتماعية ناتجة عن الطغيان ، والسلطة هي ثمرة تعاقد اجتماعي تحترم فيه الحقوق ويمنع الطغيان فيه , ويجب ان يكون ثمرة للتفويض الارادي الذي لا استبداد فيه ولا استيلاء عليه ، وكل جيل مكلف بقضاياه ان يجتهد فيها بما يترجح له الصلاح فيه ، ولا اجد التقليد الا لجاهل لا يحسن الفهم و ناقص عقل لا يحسن التفكير ، ويجوز لهما التقليد لقصور العقل عن القيام بمهمته ، والاجتهاد حق لمن يملك اسبابه من العلم والتخصص والاهلية ، ولا اجتهاد لغير اهل الاختصاص فيما اختصوا به ، ويراد من العلم ثمرته المرجو ة ، ومن اراد العلم مهنة كسبية في التعليم فلا ضرر من ذلك بشرط ان يكون صادق اللهجة لا يبرر ظلم ظالم , وان يحافظ على هيبة العلم وكرامة رموزه لئلا يفقد مجتمعهم الثقة باهل العلم ، صغار النفوس يصغر العلم بصغارهم ً ، وبخاصة عندما يتقربون الى العامة بالمبالغات المثيرة ، وبتقربون من رموز المال بالنفاق الاجتماعي الذي يشعرهم بالطغيان ، ويتقربون من رموز الاستبداد من الحكام بما يبرر لهم ما يرتكبون من المظالم في حق شعوبهمً ، الاسلام منهج استقامة في السلوك وعدالة في الحقوق وتكافل وتراحم في العلاقات الانسانية ، اسلام الرسالة يخاطب الانسان لكي يكون مؤتمنا على الحياة ان يحافظ عليها ، وان يقاوم كل ما يفسدها من المنكرات التي حرمها الله عَلى كل العباد .
  • ………………………

…………………………………

ا

  •  
  •  
( الزيارات : 174 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *