رسالة الله والدستور الكونى

رسالة الله والدستور الكونى

هل تحناج الانسانية الى دستور كوني يهدي ويرشد الى الطريق , ويمنع من الزيغ والضلال , ويحرم  كل ما بفسد الحياة من المواقف والسلوك الذى  تتحكم فيه الغرائز الفطرية التى يملكها الحيوان ايضا ليحمى بها وجوده ويبحث بها عن اسباب كماله  ، لا يمكن للانسان ان يضع دستوره لنفسه لانه لن يكون عادلا فى ذلك ولن يمنع نفسه مما تطمع فيه نفسه ، وكل دستور من صنع الانسان سوف يتأثر بمن وضعه , ويعبر عن العصرالذي يعيشه والقضايا التى تشغله وبالمجتمع الذي يوجه احكامه ، لا بد من دستور الهي يضعه خالق الكون ومبدعه لكي تصلح به الحياة , ويقاوم به الفساد فى الارض فى كل صور الفساد فى الحقوق وفى السلوك  ، هذه هي رسالة الله ان تكون هادية الى الطريق المستقيم الذي لا ضلال فيه , ولا انحراف ولا تجاو ز ولا مظالم ولا عدوان ، وهذه  هي رسالة الاسلام الهادية التي تخاظب كل الاجيال بخطاب الله وبكلام الله تعالى ، وهذا هو القران الذي انزله الله على رسوله لكي يكون هاديا ومرشدا ، وقد ضمن الله حفظه لكيلا يكون هناك  أي ريب فيه ، وهو يخاطب كل الاجيال المتعاقبة بما يهديهم الي الطريق المستقيم الذى لاعوج فيه ، كتاب الله بين ايدي المخاطبين به من تلك الاجيال ، والمخاطب به هو المؤتمن على تفسيره وفهمه بما يترجح له الحق فيه ، وليس هناك جيل هو اولى بفهم خطاب الله من جيل آخر ، وكل جيل مكلف به ان يحترم ما فهمه ويلتزم بما امره الله له من المعانى والدلالات ، وهذا هو  معنى الطاعة لله  والطاعة لرسوله فيما جاء به من ربه من تلك الرسالة الهادية ، والمماطب بالنص هو المكلف بفهمه ، وكل جيل مخاطب بكلام الله الذي خوطب به من قبله ، وهو المكلف  بفهمه بما يترجح له الحق فيه ، وبما تتحقق به مصالح العباد المشروعة التي ارادها الله لاجل كمال الحياة واصلاحها , ومنع اسباب الفساد الناتج عن الجهل والضلال ، واهم خطوة للوصول الى ذلك هو فهم خطاب الله بما تحترم فيه روحبة الخطاب الالهي المقدس لانه من الله ، ولا قداسة الا لما كان من الله عن طريق رسوله ، وكل جيل له جهده في فهم ما خوطب له من الله ، ولا تبعية بين الاجيال المتعاقبة  المتساوية فى الحقوق والمتفاضلة  بحسن الفهم لمراد الله ، ولا وصاية لجيل على جيل فيما يختاره لنفسه مما تترجح له حجته  ودلالاته ، ويملك كل جيل ما يملكه الجيل السابق له من حق التفسير لخطاب الله بمزضوعية علمية لامجال للاهواء فيها ، والبيان الوحيد لكلام الله هو البيان النبوي المسدد بالوحي  والحفظ والعصمة والرسالة ، وما يراه كل جيل يلزمه ولا يلزم الجيل اللاحق له لتكافئ الاجيال في التكليف  الشرعي ، المخاطب هو الانسان المخاطب  الذي يسمع الخطاب  , وهو المكلف بفهمه  ، ولا تماثل بين الاجيال ولا تبعية ، ولا تقليد في التكليف ، ولا تعطيل للعقل عن الفهم لان الفهم من التكليف، وحسن الفهم مسؤولية انسانية  ترتقى بعاملين بالعلم اولا والصفاء القلبي الناتج عن صدق الايمان ثانيا ، من احسن الفهم من كل المكلفين  فله اجره عند الله والله لا يضيع اجر من احسن عملا , ومن اساء الفهم بسبب جهله  وسيطرة اهوائه عليه  فهو مسؤول عما اساء فيه ، والله يفصل بين عباده فيما اختلفوا فيه , ولا يظلم ربك احدا من عباده ، وقد تناولت فكرة تفسير  النصوص  في احد الدروس الحسنية وشرحت قناعتى فى ذلك بالرغم من صعوبة فهم المراد ، واكدت على اهمية المخاطب بتفسيز ما خوطب به من الله ، وما يعنيه ذلك من تجديد الاحكام بفهم كل جيل من منطلق فهمه لقضاياه ، والتراث جهد متجدد عبر الاجيال المتعاقبة  كماء نهر تتجدد مياهه باستمرار لكي يكون عذبا لمن يشربه ، ليس هناك جيل اولى من جيل بحق الفهم والانفراد بالحق دون الاخرين ، وينتفي بالتكليف التقليد المعطل للخطاب  لانه يصرف الاهتمام عنه بذلك التقليد ، التقليد هو توقبف للنص وتعطيل له والاكتفاء بتفسيرجيل دون الاخرين  ، التقليد تعطيل للخطاب الالهي والاكتفاء بقراءته  بلا تدبر  فى دلالاته  والاكتفاء بالتبرك به ، وهذا من اسباب الجهل الذى يقود الى الضلال ، النص ينطق بالانسان المخاطب به ، وعندما يغيب الانسان يتوقف الخطاب ، فلا خطاب بلا مخاطب به وهو الانسان المكلف ، اعداء الحياة هم اعداء الله ، وهم المعطلون لقوانين الله في الكون وهم الذين يتجاهلون ما امر الله به من الايمان بالله واحترام الحياة باحترام حقوق الانسان فى كل ما ارتبطت الحياة به مما هو ضرورى لكمال الحياة برقي الانسان ، القران كلام الله ويخاطب كل الاجيال في كل المجتمعات وكل العصور بما يصلح الحياة ويمنع من افسادها من المظالم في الحقوق والطغيان في الارض والاستبداد في الحكم والعدوان علي المستضعفين و استغلال ضعفهم لاغتصاب قيمة عملهم وحرمانهم مما سخره الله لهم من الحقوق التي تضمن لهم حياتهم وحاجاتهم الضرورية ، هذه مملكة الله , وهي لكل عباده من غير تمييز بينهم في الحقوق الاساسية التى ضمنها لهم ، والعقوق مهما كبر لا يسقط الحقوق التي ضمنها الله لكل عباده الصالحين والفاسدين ، سواء كانوا من الطائعين او من العاصين، وعصيان الابناء لا يسقط حقوقهم في الارث وحسن الرعاية ، الدستور الالهي لايظلم احدا من عباد الله ، ولا يتجاهل مستضعفا فى الارض  ولا يحابي قويا وينتصر له  , ويساوي بين عباد الله في الحقوق الانسانية ، لا احد خارج الرحمة الالهية ، الصالحون من عباد الله يجزيهم الله خيرا عما احسنوا فيه من افعال الخير والرحمة والتكافل والدفاع عن الحياة ، والفاسدون يحاسبهم عما افسدوا فيه من المظالم والعدوان واكل اموا ل الناس بالباطل بكل اوجه العدوان كالاغتصاب رالاستغلال وانتقاص الاجور وسرقة قيمة الجهد من المستضعفين العاملين ، هذا هو الدستور الذى تحتاجه الانسانية لكي تحترم العدالة فى الحقوق لكي تكون الحياة لكل عباد الله من الشعوب المختلفة , لااحد من عباد الله خارج الحق فى الحياة بكل اسبابها وكرامتها لكي يتحقق السلام فى الارض وتتوقف الحروب الطغيانية وتزول الطبقيات الاجتماعية وترتفع فى الارض كلمة الله التى هي روحية الرسالة الالهية التى تخاطب الانسان المؤتمن على الحياة ..

،،

 

 

( الزيارات : 364 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *