رسالة المرض

 

 

علمتني الحياة

أن أصدق رسالةٍ وأصرح رسالةٍ يتلقّاها الإنسان في حياته هي رسالةُ المرض ، ولا يمكن لأحدٍ أن يتجاهل هذه الرسالة أو يهملها أو يستخفّ بها ، وإذا استخفّ بها فسرعان ما تتوالى الرسائل عليه محذرةً أولاً ومؤلمةً ثانياً ، ولا خيارَ له إلا أن يستسلم ويستجيب لكلّ ما يطلب منه ، وهذه الرسالة لا تفرّق بين ملكٍ عظيمٍ وإنسان ضعيف ، لا طاغية مهما قويت شوكته يمكنه أن يتحدّى المرض ، ولا أحد يمكن أن ينتصر في معركته مع المرض إلا بمقدارٍ ما يمكنه من إيقاف خطره ، بالعلاج حيناً وتسكين الألم ثانياً ، فأين القوة وأين الجبروت ؟ وأين المجد وأين الانتصارات العظيمة ؟ وما قيمة كلّ هذا أمام هذه الآلام والشعور بالضعف وتوقع النهاية ؟…

ويتابع قطارُ الحياة سيره المعتاد ، غير مبالٍ بما يحدث على جوانب الطريق ، ويطلّ ركاب القطار من النوافذ الزجاجية على الجبال والوديان والأنهار والغابات والأشجار ، وتستمرّ الحياة كما كانت من قبل ، ويعلن المؤذن في كلّ المآذن ((الله أكبر))  ، ألا يمكن لكلّ ذلك أن يوقظ الإنسان من غفلته ، وأن يعيده إلى حقيقة الحياة ، حيث العبدية المطلقة لله تعالى ؟ فلماذا ذلك الصخب الكبير والصراعات والحروب والأمجاد والانتصارات ؟ والحياة ما هي إلا كلمح البصر ، ويظن الإنسان أنّه خالد في هذه الحياة الدنيا ، ثم يكتشف أنّ النّهاية حتميّة ولا بدّ من العودة إلى الله ….

( الزيارات : 2٬717 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *