الحياة كما هي..

 

 

علمتني الحياة

أن أتقبّل الحياة كما هي ، وأن أتقبّل الواقع كما هو ، وأن أتقبّل الأصدقاء كما هم ، وألا يضيقَ صدري بما لا يتقبله عقلي من الأفكار والأفراد والقيمِ السائدة والتقاليدِ المسيطرة ، فهذه هي الحياة وهذا هو مجتمعي ، وأنا جزءٌ منه ، ولست قادراً على إصلاح الواقع ولا النهوض به ، وهذا الأمل يحتاج إلى جهدٍ يفوق قدرتي ، وأقصى ما يمكنني فعله أن أقول كلمتي صادقةً ، وأن أقدّم نصيحتي مخلصةً ، وأن أدعو إلى الأفضل والأحسن ، فإذا لم يتقبل مجتمعي هذا فمن المؤكّد أن الجيل المقبل سيكون أكثر فهماً لواقعه وأكثر استيعاباً لقضايا عصره ، وسوف يكون مستعداً لقبول الجديد النّافع وترك القديم الفاسد من الأفكار والسلوكيات الخاطئة ، فنحن نمشي إلى الأفضل على وجه التأكيد ، والجهل سوف يقلّ أثره ويضعف سلطانه بسبب انتشار الثقافة وتطور أساليب التربية والتعليم ، ويجب أن يتجه اهتمامنا لتكوين الإنسان أولاً ، والإنسان المثقف والمتعلم سوف يكون أداةً التغير إلى الأفضل ، وسوف ينتقل مجتمعنا من المنهج التقليدي الذي كان سائداً في ظلّ الأميّة والجهل والانغلاق إلى المنهج الأقرب للعقلانية ، والقدرة على التمييز بين الصواب والخطأ في الأفكار والسلوك ، فليس كلّ قديمٍ هو الأفضل وليس كلّ جديد هو الأسوأ , فالأفضل هو ما تقرّه العقول السليمة وما يحقق المصالح الاجتماعية ، والأسوأ هو الذي يرفضه العقل ولا يقرّه الدين ويكرّس التخلف في المجتمع ..

( الزيارات : 3٬027 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *