الثقة باختيارات الشباب

 

 

علمتني الحياة

أن أثق باختيارات الشباب ولو خالفت ما نحن عليه , فالشباب هم الغدّ والمستقبل , وهم ورثة هذا الجيل , وهم مؤتمنون على عصرهم , كما كنّا نحن في شبابنا , فلماذا نخاف على الغد من جيل الشباب ؟ ولماذا نجعل أنفسنا أوصياء على عصرٍ ليس ملكنا , وعلى عهدٍ جديدٍ سيختلف حتماً عن عهدنا في كلّ شيء وستكون مشاكله وأزماته أقسى من أزماتنا ؟ …وسوف يتصدّى شباب اليوم وأطفال اليوم إلى مواجهة تحديات عصرهم ولا خيارَ لهم إلا أن يفعلوا ذلك , وسوف يكون منهم العقلاء والحكماء والقادة والعلماء والحكّام , ومن حقّ كلّ جيلٍ أن يتخذ قراره ويعالج مشاكله بحرّية واستقلال , ولن تكون هناك وصايةٌ أو رقابةٌ, فإن أحسنوا الاختيار وأضافوا الجديد من الأفكار وحملوا الأمانة بكفاءة وجدارة فسوف يسجلّ التاريخ ما فعلوه في سجلات عادلة , وإن أساؤوا الاختيار وفرّطوا في الحقوق وانشغلوا بمظاهر ترفهم , وتخاصموا فيما بينهم , وتفرقت كلمتهم فالتاريخ لن يعذرهم , وسوف يسجل كلّ ذلك في سجلاته وأنا واثق أنّ الجيل المقبل سيكون أفضل من جيلنا , وسوف يملك من أدوات التمييز والمعرفة والوعي ما لا نملك , وربما ينجح في انجاز ما فشل جيلنا في تحقيقه , من تقدمٍ ونهضةٍ وإصلاحٍ , وما نراه اليوم في مجتمعنا يدفعنا للتفاؤل والثقة في المستقبل , بفضل التعليم والمدارس والجامعات والإعلام الهادف والتربية الوطنية ونمو الوعي الدينيّ , وهذه عوامل إيجابية تبشرنا بالأفضل ..

( الزيارات : 949 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *