رمضان فى ذاكرة الطفولة

ذاكرة الايام.. رمضان فى ذاكرة الطفولة

ما زلت استعيد ذكريات رمضان والعيد. كما عشتها في الطفولة. في صحبة السيد النبهان طيب الله ثراه فى حلب ، كان رمضان مختلفا عن كل الشهوربخصوصياته الروحية  انه شهر العبادة وليس المراد به الامساك عن الطعام والشراب انما الامساك عن كل ما يليق بالانسان ان يفعله من انواع السلوك , انه شهرالمجاهدات التى تقودك الى الله , انه المحاسبة لاجل البحث عن الافضل الذى يحبه الله  ، لم تكن. الاهتمام بنوعية الطعام والفرحة به ,  وانما كان الاهتمام موجها لعمل الخير والاقتراب منً كل الاخرين , وبخاصة من المستضعفين  واشعارهم بالاهتمام ، كان رمضان. بالنسبة  لى فى تلك الطفولة المبكرة  هو شهر العبادة  وشهر العمل الصالح ، لا احد. يسيئ للاخرفى رمضان . ولو بكلمة. جارحة  او اشارة. مسيئة، كان السيد. النبهان  يذهب عصر كل يوم. الي مزرعة. خارج حلب. هي الكرم ، مع بعض اصحابه وكنت ارافقه كل يوم ، ويعود قبل الغروب ، وكان يصلي التراويح في المنزل بحضور عدد كبير من النساء وكنت اقف الى جانبه  ويصلى عشرين ركعة   ويصحو عند السحور واصلى معه صلاة التهجد ثم الفجر ثم يقرأ القران بصوت عال وكانت الاسرة  ننصت له الى طلوع الشمس ، كانت مجالس رمضان. ايمانية وروحية. ، كان التنافس في الخير كبيرا والكل يريد ان يفعل شيئا من افعال الخير ،. وفِي العيد كان السيد النبهان يحرص علي اقامة حفل افطار كبير فى منزله ويحضره الكثير من اخوانه وبخاصة القادمين من الريف , ويقوم  بتوزيع الطعام علي الاسر الفقيرة ، وكان يكلفني بذلك. ، وبخاصة في عيد الاضحي. الذي كنت اشارك في توزيع لحوم  الاضاحي علي المحتاجين ، واعتدت ان اقوم بكل  ذلك. كل عيد وبعد صلاة  العصر كان  يستقبل اخوانه فى الكلتاوية وتمتد الجلسة الى صلاة العشاء  ، كان هذا هو العيد بالنسبة لي ، و كنت اذهب صباح يوم العيد بصحبة بعض الاخوان الي الاحياء الفقيرة ، وتوزيع الطعام ، لم يكن السيد. يتقيد بالمقدار الشرعى للفطرة .  ، وكان يقول الفقير يجب ان ينال حظه من الطعام . بما يكفيه , وهذا هو مقدار الفطرة ،. وكان السيد يحرص ان يكلفني بذلك منذ الطفولة المبكرة ، وكنت افرح بذلك.,  واحتفظت بكل تلك الذكريات ، وكنت استعيد كل ذلك. ولا اذر اننى ذهبت مع الاطفال الى أي مكان ، وفيما بعد اخذت. اتامل في كل ماعشته فى تلك الطفولة ، واهمه ما تعلمته  هو ترسيخ فكرة الحق في الحياة لكل عباد الله. ، ولا احد لا يملك هذا الحق . ، ولو كان عاجزا.او ضعيفا او فقيرا ,  ، الحق في الحياة لكل عباد الله , وقد ضمن الله ذلك الحق. بما سخره في الطبيعة من اسباب ، الكل يجب ان يأكل في رمضان وفِي العيد. وفِي كل يوم بعد رمضان وكان السيد يكره كلمة الملكية والتملك ،وكان يقول :انا لا املك شيئا , انا وما املك لله تعالى  , وفيما بعد  توصلت الى قناعة  ان كل مجتمع مِؤتمن علي ضعفائه.ان يكفيهم , لان الكفاية ثابتة بالوجود الانسانى ، المقدار الشرعي هو الحد الادني، اما الحد الاعلي فهو الكفاية.وقد ضمن الله لكل عباده الحق فى الحياة  ، ولا حدود للمسؤولية الباحثة عن الحق فى الحياة ، هناك من يطعم واحدا ، وهناك من يطعم عشرة. وهناك من يطعم مائة ، فعل الخير لا نهاية له زمن الظلم والجهل ان ينفق الغني ما ينفقه الفقير فى صدقة الفطر وفى فدية الافطار ، وكنت ارى ان فدية الافطار تتسع  لكي تعبر عن  همة صاحبها  , وكمال الفدية  في كمال افق الخير , وتصغربالصغار  وتكبرباصحاب الهمم العالية  ، والجائع في كفالة مجتمعه دينا وخلقا  من منطلق العدالة , ولا صيام لمجتمع  لايجد الفقير فيه طعامه وكل مجتمع مؤتمن على فقرائه ان يفطر الجميع فيه ، واخشى على مجتمع ان يرد الله صيام كل الصائمين فيه اذا كان هناك واحد لا يجد طعامه ,  هذا ما تربيت عليه منذ الطفولة ، كنت اري في الاسلام تلك المنهجية التربوية. التي تشجع العمل الصالح من خلال. تنمية مشاعر الرحمة بين العباد بعيدا عن الانانية الفردية ، وقد تأثرت بتلك التربية الاولي ، وكنت اجد المرجعية لمعظم افكاري في تلك الطفولة من منطلق الحق في الحياة. بكل اسباب الحياة ، هذا هو. المنهج الذي اراه هو. الذي.امر الله به  لاصلاح  الحياة ، وكنت افهم الاحكام التكليفية من خلال. ذلك التكافل. للدفاع عن الحياة ، كنت اري ان مائدة الله. ممدودة. لكل عباده ، ولكل فرد الحق فيها بما يكفيه ولا احد يحمل معه شيئا الا قيمة جهد مشروع لاظلم فيه ولا استغلال ، ومن حمل معه شيئا مما هو حق لكل الاخرين فقد اعتدي وتجاوز وظلم وتحدى الله فى ظلم عباده ، وهذا من الفساد في الارض ، ولا يجوز لقوي ان ينافس ضعبفا فيما. هو. حق له ، ويجب ان يمكن الضعيف. من المنافسة العادلة في التجارات. والشركات. والوظائف العامة. ، ومهمة السلطة العادلة ان تحمي الضعيف لكي يصمد امام من هو أقوي منه فى تلك المنافسات ، ويمنع التاجر الكبير من منافسة التاجر الضعيف  والشركات الكبري من منافسة الشركات الصغري ، لا منافسة بين قوي وضعيف،ولا بين فارس يمتطي فرسه وراجل يمشي حافيا علي قدميه زمهمو السلطة المؤتمنة على تحقيق العدالة ان تخرج كل الطغاة من المنافسات من اصحاب  الامتيازات ورموز القوة  والمال , من اخذ حقه فيجب ان يغادر المائدة لمن ينتظر من يجلس فى الصفوف الخلفية ، وفِي معايير الرياضة.يجب  ان تكون المنافسة. بين. طرفين. متساويين. في القوة في الاحجام والاوزان ،. ويجب ان يمنع الاقوي لاي سبب من منافسه الضعيف الذي يجب ان يجد الحماية. لكي يحصل علي حقه من هذه الحياة ، السياسة الحكيمة هي السياسة العادلة التي تحقق العدالة الحقيقية وتمنع الطغيان في الحقوق , العدالة تقتضى ان يكبر الصغار عن طريق منع الكبار من منافستهم فيما هو حق لهم ، العدالة. لاتوسط فيها. ، وهي اما عدل او جور ، ماليس عادلا فهو من الجور الذي حرمه الله علي عباده ، هذا هو الاسلام كما تربيت عليه  , وهذه هي منهجيته. في فهم الحقوق ةعدالة مفهومها ، ومعيار الفضيلة في الحقوق. انً يستخدم الحق فيما شرع الحق لاجله من احترام الحياة لكل عباد الله ، ولا اسلام خارج مفاهيمه الحقيقية. كما جاءت. من عند الله ، وكما بينها رسوله. الكريم ، ولا يحتج بتراث الاجيال.  علي كلام الله. ورسوله ، ما اقره الله. من الحقوق الانسانية. فهو لكل عباده من غير تمييز. بينهم، لاي سبب من الاسباب ، تلك هي رسالة رمضان , وهذا هو رمضان الذى اعرفه , اما رمضان الطعام والشراب ورمضان الامسيات الجميلة فليس هو رمضان الذى اراده الله كمدرسة تربوية وروحية لكي  يعبر الانسان الصائم عن مرتبة الانسانية المخاطبة بامر الله والمستخلفة والمؤتمنة ..

( الزيارات : 572 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *