الخير والشر

ذاكرة الايام ..الخير والشر

كنت في طفولتي الاولي التي. تربيت فيها في صحبة السيد النبهان طيب الله ثراه ارى  ان التغالب في الحياًة.هو بين الخير والشر وبين النقص والكمال  ، والاسلام. يعني الخير والكمال  والاستقامة والفضيلة والمحبة. والايثار, وكل ما يمثل ذلك الكمال. ويقود اليه. من انواع السلوك ،الى يليق بالانسان  . وان هذا المنهج هوالطريق الذي. يحبه الله وان الانسان مأمور به ومكلف به  من الله ، وهناك الضفة الاخري. وهي ضفة الضلال عن هذا المنهج وهو الذى يزينه الشيطان للانسان لكي يفعله ، وكلمة الضلال تعنى الكفر. والشرك والطغيان والظلم. والانانية.  والكراهية والبغضاء .,  ويشمل الضلال كل ما حرمه الله على عباده . والاسلام يمثل ذلك الكمال فى كل دلالات الكمال ، هكذا كنت اعتقد فى طفولتى الاولى وتربيت عليه ، وكنت اعتقد ان. المسلم هو الذي يمثل الكمال.فى ارقى صوره  ، وكنت ارى ذلك بديهيا ,  ولا يمكن ان يصدر من الانسان  خلاف الكمال في الاخلاق. ولا اتصور الظلم في الحقوق. ، وتعلمت ان. خلاف الاولي ليس هو الكمال ولو كانً. مباحا فى اصله ، هكذا تعلمت في الطفولة , وهذا ما تربيت عليه. في مجتمع دافئ بالقيم الايمانية . ، ولَم اكن اصدق ان يصدر من الانسان . ما يخالف ذلك ، وكنت اري الكمال. في تلك الرموز الكبيرة التي كنت. احترمها. واجد الكمال فيما تفعله. ، واصدق كل ما كنت. اسمعه عنها ايضا. ، لم اكن اصدق. ان فعل النقصان يمكنه ان يصدر من. المسلم لان الاسلام هو الكمال والرسول الكريم يمثل ذلك الكمال فى حياته الشخصية , ويقتدى به , وكنت ارى ان  الطريق الي الله هو العمل الصالح وكانت كلمة الصلاح تتردد فى ذاكرتى فى كل سلوك والدعاء الوحيد الذى كنت اردده لمن اخطا :  الله يصلحه ، كنت استدل بقول الرسول الكريم  ان المسلم هو من سلم المسلمون. من يده ولسانه وان المسلم لا يظلم جاره ،ولا يحقد ولا يتكلم عن احد بسوء فى غيبته ,  المسلم لا يصدر منه. ما حرمه الله. علي عباده من الاقوال والافعال. ، كنت اعتقد  ان المسلم لا يكذب. ولا يغدر. ولا يظلم. ولا يغش. ولا يأكل أموال الناس بالباطل. ولا يتكلم بسوء ولا يأكل لحم اخيه. ، لم اتصور يوما ان المسلم يمكنه ان يطمع ويحقد  ويكره ويظلم ، . كان هذا هو معيار التفاضل بالنسبة لي , وتلك هي المسلمات التى هي المنطلقات لغهم الاسلام ، الاسلام كما افهمه هو الكمال في كل ما تدل عليه. كلمة الكمال. من معاني الكمال وكنا نخجل مما نراه مخالفا للكمال ولو فى الملابس والملامح وكل انواع السلوك . ، وما خالف الكمال فليس من الاسلام في شيئ. ، ما زلت مقتنعا بكل. ذلك.,  وتربيت عليه ، الاسلام . هو الكمال بكل ماتدل عليه كلمة الكمال من انواع السلوك ، عندما. غادرت حلب لاول مرة. شعرت بصدمة كبيرة لانني انتقلت من. المثالية المطلقة الي الواقعية وكنت اجد صعوبة من التخفف ممنا نشأت عليه ., ، واكتشفت  ان الحياة ليست كما كنت اتصورها من قبل مثالية.<  وكنت اتأمل واصبحت  اتعلم. من الحياة معني الحياةً.. ورأيت كل واحد فى الحياة  يبحث عن ضالته من دنياه. ولو كان ظالما فيها.ويبرر لنفسه كل شيء  ويجد طريقه الي ما يريد , اليست هي الضالة التى يبحث عنها ,   ويستخدم. كل وسيلة ولو. كانت غير مشروعة., ولما اكتشفت ذلك اصبت. بحالة اكتئاب نتيجة.معرفتى بتلك . الحياة كما هي. عليه ، وبخاصة عندما اقتربت. من كل الاخرين. ولو كانوا رموز كمال في نظر مجتمعهم. ، ورأيت التغالب علي الدنيا. هو الذي يفرق ما اجتمع من القلوب , ولو بين الاخ وًاخيه والصديق وصديقه . والكل يجري خلف تلك الكرة. في ملعب الحياة طمعا فيما يسعي اليه ، ولاول كرة اكتشف الانانية  المفرطة والنفاق الاجتماعي , ولَم اكن اعرفه من قبل وكنت فة طفولتى تعلمت الادب وليس النفاق , والادب خلق. رفيع ومحمود  والنفاق خلق ردئ ،ومذموم. , ولا يليق. بالانسان. ولَم اكن اعرفه من قبل ، واصطدمت كثيرا. بالواقع كما هو عليه وخاب ظنى فى كثير  ممن كنت ار اه كبيرا. ، وكنت في كل يوم اكتشف الجديد. عن الحياة ، واصبحت اكثر فهما لما كنت اراه من الجديد. الذي لم اكن اعرفه من قبل ، واصبحت افهمه. كما هو ، وترسخ لدي. مفهوم الخير والشر كما كان من قبل كمعيار للتفاضل والتمييز ، والناس اما ان يكونوا اخيارا ولا يصدر منهم الا الخير ولو كانوا في ضفة الشر، وهناك اشرار ولا يتوقع منهم الا الشر ، ولو كانوا في ضفة الخير , ما ترسخ فى الطبع لا يمكنه ان يزول ولو خفى امره لفترة من الزمن ، واصبح معيار.ي هو الانسان ذاته. ، وما يصدر عنه ولم تعد لدى احكام مسبقة الا بما اراه من السلوك ، واكتشفت ان.الخير وألشر. موجودان  في كل مجتمع وفي كل بيت. وهواستعداد ذاتى  موجود لدي كل انسان كقابلية خفية  عندما تتوفر الاسباب لها , , وممالاحظته ان  الاخيار يمكن ان يصدر منهم الشر علي خلاف ما هو متوقع منهم. عندما. يغضبون ويستفزون ويشعرون بالظلم ، والاشراريمكن ان يصدر منهم الخير علي خلاف ما هو متوًقع منهم عندما تستيقظ. ضمائرهم. التي كانت غافلة عن الله تعالى ، واخذت اعيد صياغةً تفكيري من جديد ، واكتشفت ان الاخيار يلتقون. وتتلافي قلوبهم ويتعارفون. بتلاقي الارواح التى تتخاطب فيما بينها . ، والاشرار يلتقون ايضا فيما يفعلون ، واكتشفت ان الاخيار لا يصدر منهم فى العادة  الا افعال الصلاح , والاشرارلا يصدر منهم فى العادة الًا افعال. الفساد ، لم تعد لدي مسلمات. فيما كنت اراه , وما يجب ان نؤطده فى كل مناسبة ان   ما يحبه الله هو العمل الصالح. وهو الطريق الوحيد الي الله , ومفهوم العمل الصالح هو العمل الذي تحترم فيه الحياةً. كما امر الله بها لكل عباده ، واهم ما فيها احترام الانسان باحترام حقوقه الانسانية كلها ، وهذا هو الاسلام كما افهمه , ولا اسلام بغير ايمان. ولا يثمر الاسلام الا بالايمان. وعندما يصبح الاسلامً  مطية. للدنيا. كمثل اولئك الاعراب. الذين ارادوا الاسلامً مطية لما يطلبون من دنياهم. ،. وحقيقة الاسلام. ليس برفع شعاره في المجالس , وليس بادعائه. وليس بما. يعلنه  المسلم عن نفسه  وانما بما يسره في قلبه. من محبة الله. والعمل الصالح. والدوافع  لفعل الخير ، لامكان. للطامعين ولا للحاقدين ولا للظالمين. ولا لرموز الطغيان. في الارض فى مجتمع الاسلام الحق الذى جاء من عند الله ، ولا يكتمل الايمان. الا بكمال. العبادة والطاعة والادب مع الله واحترام الحقوق والصفاء الداخلي. ، واعداء الله في كل عصر. هم اعداء الحياة. وهم الذين يظلمون ويعتدون. ويغتصبون حقوق المستضعفين ، وهؤلاء هم المغضوب عليهم. وهم الضالون. ، والعبرة فيما يفعله الانسان , وليس فيما يدعيه. ويعلنه عن نفسه ، هناك هوية انتماء واحد وتكتب الى جانب اسمه ، صالح اوفاسد، الصالحون اقرب الي الله واحب اليه ، والفاسدون. ابعد عن الله. ولو. ادعوا. القرب منه ، لو اقتربوا من الله. لاحسنوا الي عباده ، واهم. ما يرسخ الشر في الانسان امور ثلاثة ،

الاول. : وجود خلل. في التكوين الذاتي. وهو مرض يعالج كما تعالج كل الامراض ،

والثاني. : التربية والتكوين. فيي الطفو لة ، وهو عامل. مؤثر وموجه لانه. يغذي. الاستعدادات الذاتيةُ. وينميها . ،، انه يغذي الاستعداد. للخير. كما يغذي الاستعداد للشر بحسب تلك التربيةً ، والثالث : البيئة الاجتماعية التي يعيشها الانسان. بكل. ما تحمله من تاثيرات. لقبول. ما هو. قائم والاعتياد عليه ، والبيئة في مجتمع جاهل تعيد صياغة الانسان. بالكيفية التي تعبر عن قيم ذلك المجتمع. ولو كانت قيما جاهلية. متخلفة ، واصبحت.فيما بعد  اكثر قناعة ان الخير. موجود في كل مجتمع. ولو في مجتمع المنحرفين ، والشر موجود. في كل مجتمع. ولو كان في مجتمع الصالحين ، ولا بد من اعادة. تشكيل موازين التفاضل. عند الله ، وهو ميزان الخير والشر ، الصالحون. لا يصدر منهم الا الخير ، وهم الاقرب الي الله. ، والفاسدون. هم الابعد عن الله ، واصبحت اري هذا الميزان اكثر عدلا ، وهذا هو معني الايمان بالله. ، والايمان بالله. ليس مجرد ان. تعلن اسلامك , وترتكب ما حرمه الله عليك. من المظالم والفواحش. في الانفس والاموال والسلوك ، وانما هو سلوك. وقيم. واخلاق. ورقي في فهم الحياة لكي يكون الانسان اهلا لمرتبة الاستخلاف في الارض وان يكون كلامنا عن الحياة. بما تكون به الحياة من الاسباب التي ضمنها الله لكل عباده...

 

 

( الزيارات : 725 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *