سلاح المظلوم

………………………………..

تاملت طويلا فيما يسعد الانسان ، وترجح لى ان ماينجزه بجهده هوالذي يسعده , وليس ما تنتقل ملكيته اليه من الآخرين ، ما يملكه عن طريق التوارث لا يسعده ابدا ، واخطر ذلك هو توارث ما هو مغتصب من الحقوق ، انه يراه بالنسبة له كحق مكتسب , وقلما يكون قادرا على الحقاظ عليه ، ويخشى ان يفقده ويحزنه ذلك ، ويعيش بشقاء دائم خوفا من فقدانه ، وتلك هي محنته التي تحاصره وتقلقه وتشقيه ، انه في خًوف دائم من فقدان ما يملك ، وقلما ينام ليله ويستغرق فيه ، ًوبخاصة اذا اكتشف ان هناك من يترصده وينتظره ان يغفو لكي ينقض عليه ويسترده منه ، من اغتصب السلطة فقلما يشعربها , ويخشى ان تسترد منه ، انه يعيش في حالة خوف من ذلك المجهول الذي يقتحم عليه مخدعه ، ما اشد ذلك الشعوربالخوف الذي ينتابه ويسيطر عليه ، كل من اغتصب حقا لغيره يشقيه ما اغتصبه ، وقلما يسعده ما اغتصب من الحقوق سواء في سلطة او مال او ملكية فردية ، حالة الخوف والهلع تلاحق كل الظالمين والفاسدين والمستبدين ، قاوموا الطغاء بالرعب واخيفوهم من سوء المصير ، اياكم ان تستسلموا لهم او تشعروهم بالامان ، اخيفوهم بسلاح الخوف الذي يسيطر عليهم ، طغاة الارض كغثاء السيل ، انهم يخفون خوفهم بقسوتهم على كل من يخيفهم ولو كان ضعيفا ، سلاح الخوف هو اقسى سلاح لمقاومة رموز الطغيان ممن يعتدون على حقوق الاخرين ، خيار المظلوم الوحيد الا ينسي ظالمه ، وان يلاحقه ويخيفه بنظرات الازدراء ، نظرات الازدراء اقسى من كل سلاح ، واحذر من السلام الذي يسعى اليه الظالم والمغتصب لكي يكرس حقه فيما اغتصبه ، السلام مع الظالم يريحه وهو الذي يسعى اليه لكي يشعره بالامان ، واحذر من السلام مع اسرائيل المغتصبة لفلسطين , السلام هو الحلم الكبير الذي تسعى اليه لتكريس اغتصابها ونسيان جرائمها ..

………………………………………