سن الثمانين .. خصوصيات وتاملات

ن الثمانين …خصوصيات وتأملات

…………………..

يختلف كل شيء في حياة الانسان بحسب السن الذى هو فيه والذى تنضج فيه معرفته بالحياة ، وفى سن الثمانين  يشعر انه يقف على قمة عالية يطل منها على الوجود   ويرى منها  الحياة كماهي  ، ويحاول ان يتأمل في رحلة الحباة ويستعيد ما في الذاكرة من الاحداث والذكريات التي احتفظت بها ذاكرته  والتى ما زالت حية ومؤثرة في المشاعر والمواقف ، كل شيء مختزن في الذاكرة يعود كما كان كشريط تراه من جديد بروحية جديدة , وترى فيه الجديد الذى يستحق ان يذكر ويستفاد منه ، ويلتمس العذر لكل انسان  فيما كان  فيه ، وتقبل كل الاخرين  كما هم بلا انانية تباعد بين الانسان والاخر   ، سن الثمانين يتميز بحكمة وواقعية وفهم اعمق للحياة وتصحيح لما انحرف من المفاهيم ، انها الاطلالة الاخيرة على الحياة قبل الرحيل الذي تنطوي  فيه الصفحات ، كم هي قصيرة هذه الرحلة وممتعة ومحكمة البدايات والنهايات ، كل شيء يجري بقدر وفق قانون الهي احكم الله امره لكي تكون به الحياة ، اسرة انسانية واحدة تتجدد باستمرار بتعاقب الاجيال ، ويكون التدافع والتغالب لكي يكون بكل ذلك جمال الحياة وكمالها ، وكل شيء مسخر لما خلق له لكي تكون به الحياة ، سن الثمانين هي الحقبة التي يحسن فيها الندم على كل مالا يليق وتتوالى منهجية المراجعات لكي يكون التصحيح والتسديد ، سن الثمانين يخجل فيها الانسان مما كان منه من الاخطاء الناتجة عن الانانية والاطماع والاحقاد وجموح الغريزة الفطرية ، في سن الثمانين يكون الانسان اقل طغيانا وقسوة واكثر رحمة ، انه يقبل كل الآخرين كما هم ولا يضيق باحد ولو كان بعيدا , الكل شؤيك فى رحلة الحياة ، وبخاصة مشاعر الرحمة بكل المستضعفين ، وتجد السعادة في براءة الاطفالوالتامل فيما يفعلون ,  وتجد فيهم الامل والمستقبل والفجر الجديد ، سن الثمانين قد يكون مثقلا باعباء الحياة والشعور بالضعف البدني ، لا شيء كما كان من قبل ، دعوا الاطفال يمرحون في هذه الحياة وبحلمون ويكبرون ، دعوهم يضحكون بحرية ويلعبون ، خذوا بيدهم وساعدوهم ولا تضيقوا بما يفعلون ، دعوا الاطفال يتعلمون من الحياة ويكتشفو ن بانفسهم الجديد الذي يحتاجون اليه ، في سن الثمانين يجب ان تتسع القلوب لكل الآخرين محبة ورحمة ، وكنت اضيق بمن يريد ان يتجاهل ما يعنيه سن الثمانين من. مشاعر. الضعف الانساني ، ويغالب كل الاخرين للجلوس في المقاعد الامامية التي يطمع فيها الشباب في العادة ، ويجدون فيها الامل والمستقبل والبحث عن الذات ، في سن الثمانين لايجوز ان  يفكر الانسان في حياته بطريقة انانية بعيدا عن الاخرين ، وانما يجب ان يفكر في حياة من هم حوله من اولاده واحفاده ومن كان حوله ممن شاركوه الرحلة ، انه قد يخشى عليهم من غدر الزمان وقسوته عليهم بعد غيابه ، انه الضعف الانساني الذي يشعر صاحبه بالخوف الذي يشقيه ويخيفه ويسيطر عليه ، في سن الثمانين يجد الانسان سعادته في ذلك السكون الداخلي والدفء الروحي الذي تنمية المشاعر الايمانية والقيم الروحية التى تربى عليها فى طفولته ، هذه هي خصوصيات سن الثمانين الذي تختلف فيه الموازين عما كانت عليه ، انه الانسان الاكثر رحمة ومحبة وتسامحا ، واخطر ما يتوهمه الجاهل في سن الثمانين وقد يتمكن منه  هو الشعور بالطغيان الانساني المقرون بالسفه الذي يكبر به الطمع والجشع  ‘ وقد يكبر فى قلبه الحقد على من يقف في طريقه والشعور بالغرور الذي هو من خلق السفهاء الغافلين عن ربهم ..

………………………………..أعلى النموذج

ا

( الزيارات : 209 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *