سوريا ..الخيار الوحيد

سوريا انهارت وغرقت في الأوحال والفتن والصراع الداخلي ..وبعض أهلها غائبون أو مغيبون بإرادتهم أو بغير إرادتهم ..البعض يريد سوريا له أولا تكون…. من النظام و حلفائه أو من المعارضة و من يقف خلفها ..سوريا لكل شعبها ولكل أبنائها.. ليس من حق أحد أن يستبد بها أو يستأثر بحكمها .. سوريا ليست سلعة تباع وتشترى .. سوريا ليست أمة رقيقة تباع في سوق النخاسة لمن يدفع أكثر من الآخر لكي يسوقها إلى بيته ويضمها إلى مقتنياته من الجواري والعبيد….
سوريا لن تكون حليفة لإيران ضد دول الخليج العربية ومصالح الغرب في البترول , ولن تكون حليفة لأمريكا وقاعدة لها ضد ايران ومصالحها الحيوية ..
سوريا دولة ذات سيادة وهي جزء من محيطها الجغرافي , ويجب أن تكون سياستها متوازنة وعادلة وحكيمة..ترفع شعار ها الوطني الموحد لكل مكوناتها القومية والدينية والطائفية ..هذا هو مستقبل سوريا.. ولا مستقبل آخر لها..لقد أخطأ النظام في سوريا عندما انحاز إلى إيران ضد دول المنطقة المحيطة بسوريا وأخل بالتعايش , وهذا غير ممكن وهو سياسة خاطئة وقاصرة..
كل من يقود سوريا إلى صراع داخلي أو طائفي و يجعلها قاعدة لهذا الصراع فهو عدو لسوريا .. سوريا بلد التعايش والتساكن.. لا بد لها من صياغة دستور لها يجعلها مؤتمنة على أمنها واستقرار مجتمعها..أشعروا الجميع أن سوريا الحضارة لن تكون بؤرة للتطرف , ولا يمكن أن تكون قاعدة لغير شعبها ..
أوقفوا شعارات التطرف لكي يشعر الجميع بالأمن النفسي وتعالوا نحتكم لضميرنا وثوابتنا الإسلامية والوطنية والأخلاقية لكي نجد صيغة عادلة للتعايش الإجتماعي الذي لا خيار لنا إلا أن نحتكم إليه ونرضى به..
هذه هي نافذة الأمل الوحيدة التي يمكن أن نطل منها على فجر مضيء.. قد يكون الوقت متأخراً ولكن لا خيار إلا أن نكون عاقلين عادلين وطنيين ملتزمين..
إما هذا الخيار (وكثيرون لا يريدونه ولن يقبلوا به) ..وإما الانهيار الذي لن نتحكم فيه وسيحرق كل شيء , كل شيء ….
هذا هو صوت العقل والعقلاء.. وأوجهه كخطاب أخير إلى كل عقلاء سوريا وحكمائها من كل القوميات والطوائف والأديان ..لا مكان للغائبين ولا عذر لهم عندما تشرف السفينة على الغرق .. ليس من أبناء سوريا من لم يسهم ولو بجهد قليل في إنقاذ سوريا في محنتها القاسية..