صورة الدين في الأذهان

ذاكرة الايام..صورة الدين فى الاذهان
لم يكن التطرف فى يوم من الايام ظاهرة اسلامية , كانت الشخصية الاسلامية اكثر سماحة وانفتاحا واقل ضيقا وحقدا وانفعالا , كان الناس من قبل يتفاءلون بكلمة يسمعونها من رجل تقي وصالح , ويستبشرون بها خيرا , كان الدين بالنسبة لمجتمعنا يمثل املا وانشراحا , كان الناس اذا راوا الرجل الصالح فى طريقهم اقتربوا منه واعتقدوا انهم به يتباركون , كان يوجه لهم كلمة ناصحة مقرونة بالامل والتفاؤل والتشجيع , كان الرجل الصالح يفتح لك قلبه فى كل وقت وينصت اليك ويدعوك الى الصبر والتسامح والعفو , لم يكن من اللائق ان يسمع احد من الرجل المتدين كلمة نابية خشنة جارحة , كان الادب صفة مرتبطة بالتدين والالتزام الدينى , كان التاجر المتدين لا يغش ولا يكذب ولا يحتكر ولا يفعل مالا يليق من انواع السلوك , وقد تميز علماء الدين فى الماضى باخلاقية واستقامة لا يتوقعها المجتمع من غيرهم من علماء العلوم الاخرى , كانوا اذا عرفوا ان الطبيب الذى يذهبون اليه من اهل الدين كانوا يتفاءلون به ويثقون بما يقول لهم , كان الدين ينعكس على سلوك صاحبه ادبا وخلقا واستقامة , هذا ما كان الناس يتوقعونه , هذه الظواهر الاجتماعية لا يعنى انها صادقة على الدوام فقد تجد ما يخالف ذلك , ولكنه ليس هو ما يتوقعه الناس , كان الناس يتجرؤون ان يطلبوا المساعدة ممن يتوسمون به الدين , كان الرجل المسلم اقل انانية وقسوة وحقدا , وكنت الاحظ فى حياتى الواقعية ان الذين تربوا فى مجتمعات دينية او اقرب الى الدين كان ينعكس اثر ذلك على شخصياتهم ادبا وخلقا ورحمة , ولا يتوقع المجتمع ان يصدر الظلم من رموز تربوا فى ظل القيم الاسلامية , هكذا كنا نلاحظ ذلك فى مجتمعنا , ربما تغير الامر اليوم فلم يعد الامر كما كان , اصبح الناس يخافون من الدين وممن تربى فى مجتمعات الدين , هناك خلل ما فى حياتنا , واسهم الاعلام السيء فى تشويه صورة الشخصية الملتزمة بالدين , اصبح الناس يخافون من الدين , ويعتقدون ان التطرف هو من الدين , اصبحت اتساءل مع نفسي اين الخلل , كان الدين فى الماضى خلقا وادبا واستقامة , هل نحتاج الى تجديد مفاهيمنا عن الدين , لكي يكون الدين مستمدا من اخلاقية القرآن والسيرة المطهرة , ما تدعو اليه الفطرة الانسانية ينسجم مع ثوابت الدين فى دعوته الى المحبة والرحمة والتسامح والاحسان والوقوف الى جانب المظلومين ومراعاة مشاعر اليتامى والاطفال والمحرومين ..اذا خلا الدين من التربية الروحية التى تسهم فى تخفيف مشاعر الانانية البغيضة والفردية المذمومة فليس هذا هو الدين كما نجد ملامحة فى منهج سيد المرسلين.

( الزيارات : 1٬601 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *