لاشيئ من جهد العقول لايخضع لمعايير الصواب والخطأ

حكمة اليوم
فكرة ما كانت تُلِّح علي وتطرق بابى من غير استدعاء لموضوعها ولا استجلاب لألفاظها ولا تكلف فى اعدادها ، فى لحظة ما فى ليل او نهار اجدها تخاطبنى وتدق يابى ، احيانا تكون مستمدة من واقع أعيشه أنا او من حولى واحيانا اجدها جوابا عن سؤال ، واحيانا لا سبب لها ، قد تكون خاطرة عابرة نتيجة تآمل ناتج عن فراغ او شعور بالقلق فى ليلة طال ظلامها وامتد صمتها ، تلك الأفكار هي افضل ما أراه وأصدقه لأننى لا أتكلفه بجهد ، احيانا تتوالى تلك اللحظات وتتعاقب الواحدة بعد الاخرى ، واحيانا تأتى متفرقة متباعدة ، واحيانا تغيب اياما فلا اجد لها همسا ويشتد حنينى اليها واستدعيها بإلحاح واتكلف صياغتها فتأتي متعثرة شاحبة الملامح وكأننى لا اعرفها ولا تعجبني ملامحها ، حاولت مرارا ان أسجل بعضها فى دفتر كنت احتفظ به ، وفى معظم الأحيان كان تغيب فى الظلام كما جاءت ، ولكننى بعد سنوات طوال عزمت ان أسجل بعضها كما هي ، هي فى الغالب تعبر عن لحظة عاطفية اعيشها ومن يراقبها يجد اثر ذلك ، لا ادعى انها تمثل الحق والصواب ، فجهد العقول محكوم بزمانه ومكانه وخصوصية اسبابه ، احيانا قد تكون متفائلة آملة مستبشرة واحياناتكون عابرة او يائسة او حزينة ، لاشيء من جهد العقول لا يخضع لمعايير الصواب والخطأ ، ولكنه هو ذلك الانسان الذى يبحث عن ذاته فيما يتراءى له انه الحق ، وقد يكون ما يراه سرابا سرعان ما يزول اذا انتهت اسبابه ..

( الزيارات : 1٬110 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *