ظاهرة التقليد والتعصب والعنف

ظاهرة التقليد والتعصب والعنف

اعترف انني عندما انصت للقران الكريم كل صباح كنت افهم الاسلام بطريقة مختلفة عما هو عليه في  الذاكرة الشعبية , والثقافة التي تربينا عليها منذ الطفولة  هى ثقافة مجتمعات نمت خلال التاريخ ورسخت ثقافة تعبر عن حاجة  مجتمعها , ، كنت انصت للقران الكريم  لكي افهم ما يريده الله من عباده وكنت استعيد حياة مجتمع النبوة الروحية الاسلامية التى تعببر عن التكافل الانسانى  ومقاو مة الانتماءات القبلية والطببقيات الاجتماعية والتفاضل بغير العمل الصالح ، وكنت اراه منهجا لاجل استقامة الحياة باسباب الاستقامة , والاسلام خطاب الهي لكل عباد الله بان يؤمنوا بالله  ويعملوا صالحا ، وكنت انكر الكثير مما كنت اراه  مما اعتاده الناس من التصور التازيخي للاسلام ، وكأن الاسلام حقبة تاربخية ويجب ان تتكرر كما هي بكل رموزها التاريخية واحداثها ودولها المتعاقبة ، ويجب النظر الى التاريخ بقداسة والى التزاث بكل ما فيه وكانه هو الاسلام فى صورته الواقعية , وهو خارج النقد والمحاسبة بكل ما فيه من الخلافات الفرعية التى انشغل المجتمع بها وكانها هي الاسلام ، كنت افكر لنفسي بذلك فى لحظات تاملى ، وهناك من التراث ما كنت اعجب به بالنسبة لعصره ، واشيد بمن اسهم في اثراء التراث بجهد محمود من جهده ، وهناك ما كنت اراه جهدا يعبرعن عصره وقضاياه ولا يتجاوز عصره ، ويحمد كل عصر بما احسن فيه ، كنت ارفض القداسات والمبالغات للرموز التاريخية من منطلق ايماني ان القداسة لله وحده وان البيان لرسوله ، وبعد ذلك بتحمل العقل مسؤولية الفهم لمراد الله فيما يسهم في اصلاح الحياة بما يكون الاحسان فيه ، ومن حق كل جيل ان يجتهد فيما ترجح له الحق فيه من قضاياه المتجددة ، لا قداسة للتاريخ ولا لتراث الاجيال ، وخطاب الله متجدد يخاطب الانسان في كل عصر بما امر الله به من  اوجه الاحسان الذي تصلح به الحياة ، وتتفاضل الاجيال المتعاقبة بما احسنت فيه  واضافته ، وكنت اضيق بظاهرة اجتماعية انتشرت وترسخت , وهي ثمرة لتراكمات تاربخية تتمثل في كلمات ثلاث : التقليد واًلتعصب والعنف ، وتأملت في اسباب ذلك ، وترجح لى  ان السبب الاساسي لها هو الجهل بحقيقة الاسلام كرسالة الهية لاجل اصلاح الحياة اولا ، واستغلال الاسلامً كمطية للوصول الى الدنيا ثانيا  ، وتوجيه ثقافته واحكامه بما يخدم تلك الاهداف ثالثا  ، والكل يرفع شعار الاسلام لكي يكون مطيته لما يسعى اليه من دنياه ، وادت هذه الظاهرة الى ترسيخ المذهبية والطائفية والطرقية بكل مدارسها ،الفكرية المتغالبة والمتنافرة  وكل فريق يتمسك بماهو فيه ويتعصب له ، ويراه هو الحق الوحيد , وكل الآخربن على باطل ، وكل جيل يقلد الجيل السابق له ويرى فيه الكمال , ويمنحه صفه القداسة الدينية والتعصب لما هو فيه ، وادى ذلك الى ظاهرة العنف ضد الآخر المخالف وتكفيره وتضليله ، واليوم يعاني مجتمعنا المعاصر من اثر كل ذلك في ذلك التباعد والتحاقد والكراهية واخير العنف في المواقف والمواجهات، واخطره ما نراه اليوم من الصراع بين السنة والشيعة والذي يغذيه الجهل وتوجهه الايادي الخفية التي تريد ذلك الانقسام والتمزق بين شعوب هذه المنطقة المؤتمنة على ارضها وثرواتها ، ما اقسى الجهل على مجتمعه عندما يترسخ به التعصب وتكبر الكراهية وتزول هيبة الحق ويصبح الاسلام مطية لكل الطامعين والحاقدين ممن ارادوه مطية لدنياهم ، لا بد من تحرير المفاهيم الاسلامية من العابثين بها لكي يحتفظ الاسلام بخصوصيته كرسالة هداية من الله تعالى لكل عباده .

أعلى النموذج

 

أ

 

( الزيارات : 648 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *