الاسام/ تصور مشروع كونى

الاسلام  : تصور لمشروع كونى

اهم قضية شغلتني , وكنت افكر فيها باستمرار هي تساؤل خفى فى داخلى  , وكنت اقول لنفيسى :   ما ذا يريد الله من الانسان ان يفعله, وان يقوم به في هذه الحياة لكي يكون من الذين انعم الله عليهم ، و ما معنى التكليف الالهي للعباد , ودلالة الايمان باليوم الآخر والحساب ، كنت انظر للوجود نظرة شموليةً متكاملة من منطلق ايماني وروحي ، وليس مجرد نظرة مادية ، ولا أتصورالوجود خارج الفهم الايماني له بكل ما يتضمنه من المعانى ، وكل شيء يعمل بامر الله لما يريده الله وبحكمته وتدبيره ، الدين هو فهم للحياة من منطلق ايماني لاجل كمال الحياة باسباب الكمال كما ارادها الله ، واهم ثمرات الايمان بالله اولا : الاقرار بفكرة العبدية لله كمنهج لاقرار اساسين هما : الله هو رب العالمين ، وهو مالك يوم الدين ، وهو الوحيد الذي يعبد في الارض ويستعان به , ويسبح الانسان بحمده ، ويدعوه للهداية من الضلال ، وهو نور السموات والارض ولا شيء في الكون الا الله خالق هذا الوجود بكل ما فيه بكل ما فيه  ومن فيه، وليس كمثله شيء ، والاسلام يعني دين الله ورسالته الى عباده  ، ويعني الايمان بالله وحده والتوحيد والعبادة والخضوع لله فيما امر به واجتناب كل ما حرمه مما يفسد الحياة ، وما يريده الله من عباده هواصلاح الحياة باسباب الاصلاح المدركة بالعقل الذى امده الله بنور من عنده لكي يكون اداة هداية ، وهو الحق في الحياة لكل عباد الله بكل اسبابها المعاشية التي تضمن لكل العباد حياتهم وكرامتهم ، ولا احد من عباد الله خارج رعاية الله لكل عباده , والخلق عيال الله واحب الناس الى الله من يسعى لخدمة عياله فيما بحتاجون اليه ،  لا تفاضل ولا تمييز ولا طبقيات ولا انتماءات ولا هوية لاحد الا هوية العبدية المطلقة التي تساوي بين الانسان والانسان في كل الحقوق الانسانية ، والعبدية تنفي ما يناقضها من الاوصاف البشرية والقداسات لشيء مما في الطبيعة من جماد وحيوان وانسان ، الايمان بالله وحده بلا شريك له ، وهذا المبدا هو  اعلى درجة في احترام العدالة الالهية بين العباد ، والقاعدة الثانية هي احترام الانسان بكامل حقوقه الانسانية ، وهذه هي رسالة الاسلام التكليفية والتشريعية ان تؤكد على احترام الحياة بكل اسبابها واحترام الانسان المخاطب بامر الله والمؤتمن على الحباة بكل ما يملكه من اسباب الفهم لمعني الحياة  والعمل على اصلاحها بما يترجح له الاصلاح فيه   ، ويشمل ً ذلك كل جهد انساني يترجح للعقو ل الصلاح فيه من اكتشاف المعارف والعلوم الناتجة عن ا لتجربة المستمدة من الواقع نفسه والتي تثري المعرفة الانسانية ، و ذلك عن طريق كل ما يضعه من النظم ومايختاره من الاعراف وكل ما يعبر عن الفضيلة من القيم الانسانية التي تعبر عن مزيد من الكمال فى فهم معنى الحياة ، وتجب الثقة بالعقل المخاطب بامر الله والعلم بكل آثاره ونتائجه ومسلماته اليقينية المعتمدة على التجربة الانسانية واكتشاف قوانين الكون التى خلقها الله ، وكل القوانين الفيزيائية تقود الى الايمان بعظمة هذا الكون بكل ما فيه من ابداع ، العلم هو اداة اكتشاف الابداع الكوني للوجود الذي يقود الى الله ، كل جيل مخاطب بما خوطب به الجيل السابق له من التكليف باحترام اسباب الحياة عن طريق احترام حقو الانسان ، والانسان مخاطب بكلام الله ان يفهمه بالكيفية التي تنحقق به مقاصده المرجوة في اصلاح الحياة باحترام الحقوق واجتناب المظالم والمفاسد وكل المنكرات التى يراها مجتمعها مما يفسد الحياة ، كل ما يصلح الحياة وينهض بها هو عبادة من الله تعالى ، وكل ما يفسدها من المظالم و والمنكرات  هو من مما حرمه الله على عباده ، كل مجتمع مخاطب بخطاب الله ان يفهمه بروحيته ومقاصده التي تهدف الى اصلاح الحياة واجتناب ما يفسدها ، مهمة الدين ان يوجه العلم لكي يكون في خدمة الحياة وتحقيق ما يخفف المعاناة عن الانسان الناتجة عن مقاومة الظلم الناتج عن الانانية ، ويسهم في تمكينه من اسباب حياته من الطعام الذي ضمنه الله لكل عباده من رزق الله المسخر للانسان ، ومن العلاج والتعليم وكل ما هو ضروري لاستقامة الحياة واجتناب تسخير العلم  لما يفسد الحياة واخطره العبث بالحياة عن طريق تقنيات الانجاب  واستنساخ  الانسان بما يفسد النظام الاخلاقي وبخاصة نظام الاسرة والترابط الاسري الذي هو عماد النظام الاجتماعي ، لكل مجتمع الحق في وضع نظامه الاجتماعي بكل ما يتضمنه من انشاء  دول واقرار قوانبن ودساتير وتوليد اعراف ، وهي ثمرة لجهد العقول فيما ترجح لها الصلاح فيه والاصلاح ، ويجتهد كل مجتمع في ذلك فيما يختار لنفسه ويقرر ، وتحترم في كل ذلك احكام الله التي امر الله بها , ويجتنب ما حرمه على عباده من المفاسد والمنكرات التي تكرس الجهل والظلم والاستبداد والطغيان ، ويشمل ذلك كل ما يفسد الحباة من السفه والرزيلة وكل ما هو منكر من السلوك ، هذه هي رسالة الدبن , وهذه هي حقيقة الاسلام المستمد من القران الكريم ومنهج عصر النبوة والذي يخاطب كل الاجيال ان تحسن فيما تفعل وتختار لاجل حماية الحياة والدفاع عنها ، الدين لاجل كل انسان  من عباد الله في ظل تصور مشروع كوني عادل لكل الاسرة الكونية المؤتمنة على الحياة ان تحافظ عليه ,  وان تقاوم كل جهد يسعى لافسادها وبخاصة استخدام العلوم زالمختبرات العلمية لانتاج ما يفسد الحياة ، ويهدد حياة الانسان وامنه وسلامته ، والله لا يضيع اجر عن احسن عملا . ..

 

( الزيارات : 549 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *