اهم قضايا الفكر

اهم قضايا الفكر

اهم قضايا الفكر التي شغلت الفلاسفة  والمفكرين قديما وحديثا وما زالت حتى اليوم  , هي :  الله والانسان والوجود والمعرفة والقيم ، وهي القضايا  التي تستحق الاهتمام ويدور الحوار حولها , والكل يشرح ما يراه ويدافع عن قناعته , والمهم ان يمون الحوار ناتجا عن منهج  فكرى ملتزم ومقنع ، ويمكن انً نقول من المنطلق الديني ان الحوار يجب ان ينطلق من فكرة  ايمانى وهو الخطاب الالهي للانسان  المكلف والمؤتمن على الحياة : المخاطِب وهو الله والمخاطَب وهو الانسان ، والمخاطب به وهو مضمون الخطاب الذي هو موضوع التكليف , وهذا المنهج يجعل الوجود ونظرية المعرفة داخل التصور الايمانى لطبيعة الوجود كارادة الهية يحكمها التصور الدينى للحياة , ولا اجد أي تناقض بين التصور الدينى و المنطق العقلى الذى يبحث فى الوجود من خلال اصول المنطق ، ولا اجد ما يبرر التناقض  بين  الدين والعقل , ولم يستطع العلم ان يقدم دليلا مقنعا لنفى المنهج الايمانى لفهم معنى الوجود  , واهم  قضايا الدين هي  : قضية الايمان اولا  , والاحكام التشريعية ثانيا ,  والاخلاق المعبرة عن الكمال الذي يليق بالانسان من منطلق الخير والشر والحق والباطل والحسن والقبيح ، والقضية الاهم فى التصور الدينى  هي فكرة الالوهية بكل دلالاتها في الخلق والتدبير ، الله خالق الكون ومبدعه ، وقانون الفيزياء ليس بديلا عن الله فى خلق الوجود بما هو عليه من الانسجام والتكامل ، انه القانون الذي اراد الله به ان يحكم الطبيعة بقوانين محكمة , وان يفسرالوجود بالاسباب المدركة ، الفيزياء الكونية تعمل وفق قانون طبيعي احكم الله امره ، كما تعمل العقول ً وفق اداة مدركة للتمييز والفهم ، الله نور السموات والارض ، وليس كمثله شيء ، وهو مالك يوم الدين ، ولا احد من الخلق يحيط بعلمه الا بما شاء ، وسع كرسيه السماوات والارض ، ولا يحسن الخوض فيما اختص الله بعلمه  في خلق او تدبير ، والقضية الثانية هي الانسان  المخاطب من الله والمكلف ، ومرتبة الانسان هي مرتبة العبدية الجامعة لكل بني ادم من قبل ومن بعد ، وتشمل كل الاجيال والاجناس ، لا تعدد في صفة العبدية ولا تفاضل في الحقوق ولا تمييز في المكانة ، ولا احد من العباد خارج عبديته المطلقة لله والخضوع له بما يعبر عن صدق العبودبة لله وحده ، واداة الفهم عن الله هو العقل المخاطب بامر الله ا ن يفهم ما خوطب به ضمن الضوابط العلمية ودلالات الالفاظ على معانيها من خلال فهم روحية كل خطاب المرادة منه لتحقيق المقاصد المرجوة التي تعبر عن احترام الحياة بكل اسبابها لكل عباد الله من غير استثناء ولا تفاضل ولا تمييز وتحرير الانسان من العبودية لغير الله من طغاة الارض الذين علوا فيها  واستكبروا واستبدوا وظلموا , وهؤلاء هم رموز الشر الذين افسدوا الحياة بطغيانهم على الستضعفين فى الاستيلاء على حقوقهم فى الحياة التى ضمنها الله لهم  ، اما القضية الثالثة فهي قضية الوجود ولا يمكن للعقل ان يحيط به الا من خلال وعيه لما يدركه منه بحواسه المادية مع الايمان بالغيب الذي اختص الله بعلمه ، والوجود المادي يخضع للادراك العقلي المحكوم بالحواس التى توجه العقل وتتحكم فى اختياراته ، والوجود الغيبي يخضع لمعايير ايمانية ، وهو خارج التكليف واليقين العقلي لان طريقه هو صدق خبره عن رب العالمين ، والايمان هو مصدر اليقين الغيبي الوحيد ولا يمكن للوجود ان يكون محصورا بما تدركه الحواس  من المعارف ، وليس من سلطة العقل ان يحيط الا بما يدركه من هذا الوجود بالكيفية التي تخضع لمعايير العقول فيما ترجح لها انه الصواب ، اما المعرفة فما يدرك منها عن طريق العقل فطريقه التجربة التي تبنى عليها العلوم

وكل المعارف التي تخضع لقوانين العلم الحتمية المحكمة بامر الله , وفقا لقوانين الفيزياء الكاشفة لعظمة الابداع الالهي في الخلق والتدبير  الكونى ، اما القيم التي تعبر عن مرتبة الانسانية المؤتمنة على الحياة فمعيارها الكمال الذي تتحقق به مصالح العباد المشروعة في كل ما يحقق الكمال الذى يعبر عن مرتبة الانسانية  وفق معايير كل عصر ومجتمع بما يرى الكمال فيه الذى تحترم فيه الحياة , من خلال التفريق بين الخير والشر في السلوك الانساني ، وبين الجمال والقبح في الاشياء ، والمعيار الوحيد الذي اراده الله معيارا للتفاضل ، هو ما يصلح الحياة التي ارادها الله ان تكون وما يفسدها من افعال الشر التي حرمها الله على كل عباده لاجل استقامة الحياة باسباب الاستقامة , وهي العدالة في الحقوق ومقاومة اسباب الفساد الناتجة عن الطبيعة الغريزية المتطلعة لاشباع رغباتها في الطغيان والتملك ولوعن طريق العدوان على كل المستضعفين من الافراد والشعوب والدول ، مهمة الصالحين في كل مجتمع وعصر ان يعملوا لكي تكون كلمة الله هي العليا  في كل عمل يصلح الحياة ، وان تكون كلمة طغاة الارض من الظالمين في الحقوق والمغتصبين لمااعده الله لكل عباده من اسباب الحياة والمستكبرين من رموز البغي ضد المستضعفين بغير الحق هي السفلى ، وليس هناك بغي مبرر ومشروع ، وكل تجاوز ادى الى مفسدة فهو من الفساد في الارض ولا شيئ مما يفسد الحياة يحبه الله من عباده ولو اعتادت العقول على قبوله , الاخلاق التى مصدرها الدين لا يمكن ان تسهم فى افساد الحياة  , واسوأ افساد للحياة ان يكون الظلم عدلا والرزيلة حرية  والطغيان حقا  والطبقية فضيلة ..,

 

( الزيارات : 594 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *