الاسلام ورسالة الهداية

الاسلام ورسالة الهداية..

كنت شديد التعلق بالقران الكربم كخطاب الهي يخاطب الله به الانسان في كل عصر لكي يذكره بربه ويعلمه ما يحتاج اليه, يأمره بما يصلح حياته وينهاه عما يفسدها ,  وبنهض به من طبيعته الغريزية التي تضمن له مطالبه في اسباب كماله البدني واستمرارحياته  الى مرتبة الانسانية المخاطبة من الله والمؤتمنة على الحياة التي خلقها الله , وجعل الانسان مؤتمنا عليها  ان يصلحها ويحافظ عليها ، وامده بالعقل الذي يفهم به كلام الله بالروحية التي ارادها الله لحفظ الحياة واستمرارها ، لا حياة خارج الوعي بتلك الحياة ، واداة الوعي هو الانسان بكل ما يملكه من ادوات الوعي الظاهرة والباطنة ،واهمها العقل المميز والادراك والفهم ، كل رسول حمل رسالته الى قومه لكي يهديهم الى الله ويذكرهم به ، والرسالة المحمدية هي خاتمة الرسالات الالهية الجامعة لكل ما جاء به رسل الله من قبل , وهي عامة لكل عباد الله في كل العصور والمجتمعات  تخاطب الانسان بما يهديه ويرشده ، ولا احد من عباد الله خارج العبدية والتكليف ، وكل مخاطب مكلف بان يفهم ما خوطب به من الله تعالى ، وكل جيل مخاطب ان يحمل الامانة التي امره الله بها كما يترجح له الحق فيه ، الاجيال متماثلة في التكليف من منطلق العبدية لله ، والمهم ان يفهم المكلف ما هو مكلف به من ربه ، رسالة الله للانسان تخرج الانسان من الطبيعة الحيوانية الغريزية التي يشاركه الحيوان فيها  الى صفة الانسانية المؤتمنة على الحياة والمخاطبة من الله بما يصلح الحياق من الامر والنهي ، ولا انسانية خارج التكليف  والمساءلة ، وامد الله الانسان بنور من عنده يمير به بين الخير والشر وما يصلح الحياة وما يفسدها ، وخاطبه بكلامه المبين لكي يدكره بربه ويشعره بفضل الله عليه فيما ضمنه لكل عباده من الحقوق الانسانية التى تضمن حياتهم وكرامتهم ، الرسالة المحمدية رسالة هداية من الضلال في فهم الحياة التي ارادها الله ان تكون بالكمال الذي اراده ان يكون من خلال القوانين الطبيعية التي خلقها الله لهذا الكون لكي يكون كل شيء  مدركا بالعقول ومحكما بالاسباب ، ورسالة الله للانسان هادية الى الطريق المستقيم الذي يحبه الله ، من اصلح في هذه الحياة فقد احسن , والله يحب المحسنين , ومن افسد بسبب طغيان وظلم وعدوان فقد اساء وكان من الضالين ، اعداء الحياة بكل تجلياتها الكونية الدالة على الابداع الالهي هم اعداء الله ، ولو بقطع شجرة ظلما او العدوان على الطبيعة وما فيها بما يفسدها بنية الافساد ، وكل جهد لاصلاح الحياة محمود,  وهو عبادة ، ولو بغرس شجرة او اطعام حيوان جائع ، واهم ذلك اطعام الانسان والتخفيف من معاناته والعمل لاجله بما يحتاج اليه للحفاظ على حياته ولو كان مستضعفا وعاجزا ، كل مخاطب مكلف بان يجتهد في فهم ما خوطب به بالكيفية التي تعبر عن روحية التكليف الالهي ، والاجتهاد هو كل جهد يبذله الانسان لاجل اصلاح الحياة فهما لما يريده الله ، واهمه اجتهاد الام في خدمة اولادها واجتهاد الاب في تريتهم واجتهاد الفلاح في زراعة ارضه واجتهاد الطبيب في علاج المرضى واجتهاد كل عامل  فى كسب رزقه  ، وقيام كل مكلف بما هو مكلف به وقادر عليه من اصلاح الحياة ، الاجتهاد ان تختار الطريق الصحيح الذي يترجح لك الخير فيه ، كل جهد في سبيل اصلاح الحياة هو عبادة , وهي من الاحسان ، كل الاسرة ا لكونية مؤتمنة على الحياة ان تحافظ عليها كما ارادها الله ضد اعداء الحياة وهم الاشرار من طغاة الارض الذين يقتلون الابرياء , وبخاصة في الحروب العدوانية التى يشنها طغاة الارض  على الشعوب الضعيفة ويعتدون على حقوق كل  المستضعفين من الافراد والشعوب ويستغلون ضعفهم وقلة حيلتهم في الدفاع عن حقوقهم ، وكل المستبدين من الحكام ورموز القوة والطغيان ممن علوا فى الارض بغير الحق , وافسدوا الحياة  بمظالمهم ، رسالة الله لعباده ان يؤمنوا به , ويرفضوا عبادة غيره من فراعنة كل عصر ومجتمع ولو  في قرية صغيرة نائية  ، لا عبودية لغير الله ابدا ولا اذلال للانسان ولا حرمان له من اسباب عيشه من خيرات الارض التى سخرها الله لكل عباده , ولا ملكية خارج قيمة الجهد العادل المشروع الذى لا ظلم فيه ولا استغلال ولا امتيازات ولا ربويات بكل صورها المستجدة ، وكل العباد متساوون في حق الحياة بكل اسبابها ، والارض وما فيها لله تعالى و لكل عباده الحق فى الانتفاع منها بقدر حاجتهم ، وما كان لله مما فى الطبيعة  فهو مسخر لكل عباده من الثروات الطبيعية التى لا جهد فيها ، ولا ملكية خارج قيمة الجهد المشروع والعادل ولا توارث لما كان مصدره الفساد ، وثروة الكون لكل من في الوجود من الاحياء ، ولا يحرم حيوان من طعامه ظلما , ومن استخدم حيوانا فهو مسؤول عن طعامه ومطالب حياته بما يكفيه والا يجور عليه ظلما وعدوانا ، ولا يمنع طعام عن جائع بسبب ضعفه وفقره وعجزه , وكل اسرة اوقبيلة او مدينة  صغيرة او كبيرة مسؤولة عن ضعفائها  وبخاصة اليتامى منهم وهم امانة فى عنق مجتمعهم ، الضعفاء بسبب عجز و طفولة ويتم محمولون وجوبا تكافليا لا خيار فيه بما يضمن لهم اسباب حياتهم ، هذه هي رسالة الاسلام التي جاء بها الرسول الكريم من ربه ، والتي ميزت عصر النبوة بحسن فهم معني الرسالة المحمدية ، اسلام التاريخ هو اسلام الاجيال المتعاقبة ، وكل جيل يحمد بما احسن فيه , وما اضافه من غير قداسة لاحد من عباد الله تخرجه من صفة العبدية ، تعالوا نقرأ من جديد كتاب الله قراءة تدبر فيه لكي نفهم حقيقة ما خاطبنا الله به من اوجه الهداية ، ولن ينهض مجتمع الاسلام الا بفهم حقيقة الاسلام  ليس كتراث اجيال يجب تقليدها فيما كانت عليه ، وانما كرسالة الهية لكل جيل ان يعمل به , وان ينهض بمجتمعه نحو مزيد من الفضيلة التي تقود الى الكمال الذي يليق بمرتبة الانسانية المستخلفة على الحياة ..

( الزيارات : 372 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *