عندما تغضب ..امسك نفسك

كلمة اليوم
لا شيء يضعف الهيبة كالغضب فى غير محله وهودليل ضعف فى الانسان لا دليل قوة , كبار الرجال يغضبون كما يغضب غيرهم , ولكنهم يمسكون بمقود انفعالهم وسلوكهم فى لحظة الغضب فلا يصدر عنهم مالا يليق من الاقوال او مالا يحسن من الافعال , والرجل الغضوب يهدم ما بناه فى لحظة غضبه ويخسر اكثر مما يربحه , احيانا يحل الغضب له مشكلة من مشاكله ويظن ان المشكلة قد انتهت , ويحتفل بانتصاره على من اختلف معهم ولا يدرى ان الثمن سيدفعه لاحقا فى لحظة غفوته , فمن جرح مشاعر الاخرين ولو كانوا ضعفاء فلا بد له الا ان يدفع الثمن فيما بعد من احقاد من اساء اليهم , والحقد لا بد الا ان يثمر شوكا يدمي من اقترب منه , ما اقسى ما يدفعه الغاضبون بسبب غضبهم , وفى الاغلب لا يشعرون بما خسروه الا بعد فوات الاوان ..
الغضوب لا يصلح للسيادة ولو حقق انتصارا وهميا على خصومه , هناك ثمن كبير لاذلال الاخرين وتحديهم فى المشاعر , فالكرامة لا تقتصر على الاقوياء , فالضعفاء يملكون كرامة اكثر من الاقوياء وقلما ينسون من اساء اليهم بكلمة او سلوك او اشارة , والعقلاء يمسكون زمام نفوسهم فى لحظات الغضب ويكتمون مافى داخلهم من انفعال يحرصون على اخفائه ويبتسمون فى وجه من اساء اليهم حفاظا على هيبتهم , ولكنهم لا ينسون الاساءة , وكرام الرجال يسامحون لكي تظل قلوبهم صافية نقية , وعظماء الرجال يحسنون لمن اساء اليهم لكي يقتلوا الحقد فى قلب الحاقد والعداوة فى قلب من يعاديهم ..
ما اروع ذلك الرجل الذى تربى على قيم التسامح والعطاء والتسامى فيحسن لمن اساء اليه , ويتجاهل من يحقد عليه , ويحرص على ان يكون صافي القلب لكي يكون فى موطن رعاية الله فيرضى بما اعطاه الله من فضله وما اكرمه به ..

( الزيارات : 1٬085 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *