غاية المجاهدة التحكم فى الاهواء

كلمة اليوم
تعتمد التربية الروحية على اساس من المجاهدة النفسية التى يمسك بها الانسان زمام غرائزه الفطرية الجامحة التى ينفلت زمامها فى بعض الاحيان فلا يقوى الانسان على التحكم فيها ويستسلم العقل لها صاغرا, ويكون اسيرا لها تتحكم فيه وتسخره لما تريده وتميل اليه من الشهوات والاهواء..ما اقسى حياة الانسان الذى تسيطر عليه شهواته وما اكثر ما يشعر به من ندم عندما يفيق من غفوته ويستعيد ذاكرته..
المجاهدة هي الامساك بالمقود عن طريق التحكم فى الشهوات والمطالب الغريزية وذلك عن طريق فطم النفس عن كل ما هومألوف من العادات والسلوكيات واخضاعها لمعيارين :هما العقل والشرع معا بحيث تنقاد النفس لمقتضاهما ولا تتجاوزهما , ولا بد من الامساك بلجام النفس وهو التقوى , والمراد بالتقوى اتقاء المعاصى والمحرمات اولا والابتعاد عن كل الشبهات فى العقيدة والسلوك والحقوق والعمل بما يرضى الله من الاعمال ..
واول خطوة فى مجاهدة النفس العزلة عن الناس لاتقاء شرك عنهم فلا تسيء اليهم بقول او عمل ولا تشتغل بما لا يعنيك من امرهم فهم مسؤولون ولا وصاية لك عليهم , والمجاهدة ليست غاية بحد ذاتها وينبغى الا تتجاوز حدود التربية والتهذيب , فمن تجاوز الاعتدال فيها ساءت نفسه وفسد مزاجه , واحيانا يصاب بالغرور فى عزلته ومجاهدته فينحرف عن الطريق ويتوهم الكمال وهو ليس من اهل الكمال , وبخاصة اذا كان جاهلا بثوابت العقيدة والشريعة فلا يحسن التمييز بين الهدى والضلال , ولا يفقه ما هو صواب او خطأ , وبعض العباد الذين لم يلتزموا بالمعايير الشرعية والضوابط السلوكية الصحيحة انحرفوا فى المفاهيم واختلطت عليهم الاحوال , وتاهوا فى الطريق وادعوا مالا يجوز لهم ادعاؤه من الافهام والاحوال ..
الغاية من المجاهدة طهارة القلب عن كل ما يدخل اليه من الاهواء , والتفرغ للعبادة الحقة التى تثمر فى القلب انسا بالله ومحبة له وطاعة لاوامره , ومن شعر بذلك الانس بالله فى عزلته وخلوته زادت هيبته لله وحبه له وشعوره بالقرب منه..فمن وصل الى هذه المرتبة فلا مانع من تو قفه عن المجاهدة ومخالطته للناس لان انسه بالله سيحميه من الغفلة والزيغ ويجعله فى موطن السكون القلبى والطمانينة النفسية التى هي من اهم ثمار المعرفة بالله.. ..

( الزيارات : 1٬367 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *