قابليات التميز: فطرية واكتسابية

كلمة اليوم
تاملت فيمن صادفتهم من نماذج انسانية, وكنت ارقب ما اراه واتعلم من الحياة فقه الحياة ومن الانسان طبائع الانسان , والناس ليسوا سواء, وما يصلح لاحدهم لا يصلح للاخر ولو كان قريبا منه , اذا اردت ان تفهم الانسان فارقب مواقفه وانصت الى اقواله وتابع مسيرته واسمع ما يتناقله الاخرون عنه قد تقترب من فهم معالم شخصيته , لا احد من الناس يماثل الاخر لا فى شكله ولا فى ملامحه ولا فى طبائعه وان تشابهت فى كثير من الاحيان ..
والناس اقسام ثلاثة :
الاول : مؤهل لقيادة غيره قد ينجح وقد يفشل وقد يحسن وقد يسيء , وهنا تظهر قدرات الانسان فى مدى قدرته على اختيار الطريق الذى يحقق له ما يريد, والقيادة موهبة وخبرة وخلق , وهي مسؤولية جسيمة وتتطلب قدرات ذاتية وصبر وفهم لطبائع الاخرين , ان تكون فى موطن القيادة لا يعنى انك ستنجح فيها فقد تخسر كل شيء اذا لم تكن يقظا وتملك مؤهلات القيادة ..والقيادة تبتدئ من قيادتك لاسرتك فليس كل الازواح يملك القدرة على ادارة شؤون اسرته فهناك بعض الزوجات يملكن اكثر مما يملكه الزوج من خسن القرار والتدبيروالتسيير ..
الثانى :مؤهل للانقياد لغيره ولا يصلح لقيادة غيره , وهو مريح ومستعد للتلقى , ويحسن الفهم ولا يتجاوز حدوده, وهو راض بما هو فيه , وقد ينجح فى حياته فى الظل ويرتقى برقي من يقوده , وهذا النوع من الناس كثير واحيانا لا يكتشف الانسان ذاته , واصحاب هذه الشخصية يقل طموحهم فى الغالب وهم راضون بما هم فيه , ويغلب عليهم التفاؤل وهم اكثر سعادة من الاخرين لانهم محمولون بغيرهم ..
الثالث :لا يصلح للقيادة وان تطلع اليها ولا يصلح للانقياد لغيره , فهو تائه حائرمتوتر لا يعرف اين موقعه فهو صاعد هابط ينتقل سريعا من القاع الى القمة ويهوى سريعا من القمة الى القاع فى رحلات متواصلة , ولا يدرى اين هو الطريق وقلما يثبت على منهج واحد ويغلب عليه العناد والانفعال والارتجال والتسرع , ويكون فى الغالب اقل حذرا من الاخرين
ما اجمل الحياة وما اروع ان نتامل فقه الحياة وان نتعلم من الحياة كيف تكون الحياة , رحلة سريعة ويظنها الانسان طويلة وفجاة يتوقف القطار فى محطته المعتادة فينزل منه من انتهت رحلته ويصعد اليه من بدات حياته , وتستمر رحلة الحياة الازلية من العدم الى الوجود ومن الوجود الى العدم , تتعاقب كما يتعاقب الليل والنهار , وكل شيء فى الوجود يحرى لاجل مسمى لمن اراد ان يذّكر او اراد شكورا ..

( الزيارات : 1٬813 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *