كورونا الفساد

كلما ت مضيئة..كورونا الفساد
كورونا ليس مجرد وباء قادم من الصين ، وانما هو وباء نراه في كل زاوية في بيوتنا ومجتمعاتنا ، انه الفساد بكل صوره والانحلال الاخلاقي. والظلم. الاجتماعي. واغتصاب حقوق المستضعفين والجائعين في كل مكان الذين خلقهم الله وضمن لهم أرزاقهم مما في الطبيعة من خيرات مسخرة لكل عباد الله لكي تستمر الحياة بمن فيها ، لا احد يملك من تلك الثروات الطبيعية المسخرة للانسان مالا يملكه غيره ، من استبد بحق عن طريق القوة مستغلًا قوته. فهو سارق له. ، وهذه هي السرقة الحقيقية التي حرمها الله علي عباده ، الجائع ليس سارقا عندما يدافع عن حياته بما يسرقه من طعامه ، وصاحب الحق ليس معتديا عندما يدافع عن حقوقه في الحياة ، كورونا الفساد اشد فتكًا بالإنسانية كلها من كورونا الوباء ، لقد أقتحمت كل المجتمعات فأجاعت وأخافت وظلمت. كل المستضعفين في الارض‏ ، لن تذهب كورونا الوباء الا بعلاج فعال هو رفع الظلم عن المظلومين في كل مكان ، واعادة ما اغتصب من الاموال والحقوق لمستحقيها ، يمحق الله الربا بكل صوره الجديدة ما كان وما سيكون ، لكل عصر رباه المعبر عنه والذي يرتدي ثوبًا جميلًا ، واحيانا يرتدي ثوب التقوي ، أكل اموال الناس بالباطل هو من الربا الذي حرمه الله علي عباده في كل صور الاستغلال ، كورونا ليست مجرد وباء جاء صدفة ، ولن يذهب الا بازالة اسبابه وهو الظلم والفساد والطغيان والاستبداد ، لقد اصاب الكبار وأخافهم. وادخلهم بيوتهم ، ولم تغن عنهم كل أسلحتهم وجيوشهم ، كورونا. الفساد اشد فتكًا بالإنسانية ، لقد سخر الله ما في الطبيعة من كنوزها لكي يكون رزقا لكل عباده ولا يحرم منه اَي احد ، تلك مائدة الله وهي ممدودة لكل عباده ، ولا يُمنع منها احد ، ولكل انسان ان يأكل منها ولا يحمل معه شيئًا ولا يدخر ولا يكتنز ولا يغتصب ، الحقوق تخترق الحدود، فمن استغل او احتكر
فقد سرق حقوق غيره واعتدي عليهم ، واستحق غضب الله ، وكل ظالم موعود بسوء المصير ، مال الظلم سيمحق والله لا يخلف وعده ، من خلق الكون وأبدع الحياة واستخلف الانسان قادر علي ان. يحمي هذه الحياة. من رموز الشر , وهم كثر في كل عصر ، وتراهم في كل مكان هم سفهاء مجتمعهم ، يهدمون ما كان قائمًا من شوامخ. الأبنية بما ظلموا ، لن يبارك الله لهم ما اغتصبوه ولن يمكن لهم في الارض ابدا بما ظلموا ، ليس عدلا ان تشوه موازين العدالة فيكون الظلم عدلًا والعدوان حقا والسرقة ملكا فرديا يحميه القانون ويحكم به القضاء ويقره فقهاء الجهل والتبرير. وهم عن ربهم غافلون ، كورونا الفساد يجب ان تقاوم عن طريق التصدي لها ، معركة كورونا طويلة ولن تفك حصارها عن المدن والقلاع والحصون المنيعة الا بالطهارة الداخلية والنظافة التي تقتل ذلك الفيروس وتلاحقه وتتصدي له ، ذلك الخطر. لا وجود له ، وسوف يذهب كما جاء عندما يبلغ رسالته ، هو فيروس سلطه الله علي الظالمين لكي يوقظهم من غفوتهم ، ويعيدهم الي إنسانيتهم رحمة بعباد الله ، لا بد من التصحيح اولا ، في كل المفاهيم ، لكي تعود الحياة الي طبيعتها ، كورونا عاصفةًخريفية شديدة ستسقط كل الاوراق الصفراء من القيم. والمفاهيم والأخلاقيات والاعراف لكي تعيد المسيرة الانسانية الي الطريق الذي يحبه الله لعباده ، لن تستمر الحياة بمن فيها من الحمقي والسفهاء من طغاة الارض الذي استولوا علي ما سخره الله للانسان ، كلً ما في الثروة الكونية لكل عباد الله رزقا مشروعا لاجل الحياة ، لا يحرم احد من الانسان والحيوان من اسباب حياته ظلما وعدوانا بسبب ضعفه ، لا احد يملك سوي قيمة جهده وعمله بالمعروف ، وما زاد فمن حق الجائع ان يأكل منه ، ولا يدخر اي طعام ، وهناك جائع. يحتاج اليه ، حق الدفاع عن الحياة يبرر لكل جائع ان يأكل طعامه دفاعًا عن الحياة ، ولكل مظلوم ان يدافع عن حياته ويتصدي لظالمه ، لاً اتجار بالبشر فيما يهدد الحياة ، وهو اسوأ التجارات واشدها فسادا ، الاسرة الكونيةً واحدة ، وكل الثروات الطبيعية في خدمة الحياة ، والحقوق الانسانية تخترق كل الحدود ، وكل الانسانيةًمسؤولة بكيفية تكافلية عن الحياة. ، وتوزع الثروات بعدالة ولا يدخر مال مع حاجة مجتمعه اليه ، ولا ملكية فردية لما احتاج اليه المجتمع. لكمال حياته ، لا توارث لما كان ثمرة فساد في الارض ، ، الدفاع عن الحقوق المشروعةً. جهاد مشروع ومطلوب ، وهو حق للانسان وهو ممؤتمن عليه الا يفرط فيه خوفًا من ظالم او طمعًا بمكاسب دنيوية ، الثروات. الطبيعية ملك لكل الاسرة الكونية ، من اكتشف ثروة طبيعية في ارضه اخذ حقه منها بما يكفيه ولا يتجاوز ذلك طمعًا فيما هو حق لغيره ثم انتقل ذلك الحق بطريقة عادلة نحو الأبعد فالأبعد الي ان يشمل الاسرة الكونية , الثروات الكونية لاتور ت ولا تمنع عمن يستحقها ، وهي كالأنهار الجارية التي تسقي كل الارض التي تمر بها ، لا يحرم احد منها ، لا احد ينفرد بما كان حقا للآخرين مما ارتبطت الحياة به من المياه ، لا يمكن لاحد ان يبني سعادته علي شقاء الاخرين ، ويتسبب في حرمانهم من اي سبب من اسباب حياتهم ، لا مكان للظالمين في مملكة الله الذين يعتدون علي الحياة ويهددون السلام في الارض ، مملكة الله لكل عباده ولوكانوا عاصين ، الفساد المرتبط بالحقوق يقاوم بكل الاسباب لانه عدوان علي الانسان ، ليس هناك حق مطلق ابدا خارج المصلحة الاجنماعية ، لا يحتج بحق لتبرير التجاوز في الحقوق ، الحق مقيد بان يستخدم في إطار الفضيلة الاجتماعية التي تتمثل في احترام مصالح كل الاخرين ، موضوع الحق والفضيلة من الموضوعات التي اثارت اهتمامي واخترته كموضوع لاحد الدروس الحسنية امامً الملك الحسن الثا ني عام ١٩٨٥ ، وكتبت عنه كثيرا ، ليس هناك حق فردي مطلق ، لا انانية ولا فردية لان ذلك سيقود الي الطغيان لامحالة والفساد ثانيا ، وإلنظام الفردي الاتأني المتوحش سيقود الانسانية الي التصادم والحرب المدمرة التي تدفع اليها مصالح الطغاة في الارض ، عبودية اليوم اشد من عبودية الرق. قديما لانها عبودية التجويع والاذلال الذي لا يعرف الرحمة ، وهو خارج الانسانية ، حضارة الغرب المادية رسخت الانانية باسم الحرية الفردية ، لا بد من التصحيح الحقيقي وتلك مرحلةًجديدة. في تاريخ الانسانية للانتقال من عصر البهيمية المتوحشة الي عصر الانسانية التكليفية المتكافلة المتحابة المتعاونة ، انسانية تحب الحياة وتسعي لحمايًة السلام عن طريق تحقيق العدالة والتصدي لكل مظاهر الطغيان المالي والسلطوي. وترفض الظلم والقتل والحرب ، ما بعد كورونا يجب ان يكون مختلفا عما كان قبلها في موازين العدالة وفي التمسك بالسلام لاجل الحياة لكل الاسرة الكونية ، تلك هي رسالة الله لكل عباده ، وهذا هو الاسلام كما افهمه من نصوصه الكلية ، انه دعوة من الله تعالي لكل عبادة. ان يؤمنوا بالله لاً شريك له وان يعملوا صالحا يحبه الله ، وانً يحكموا فيما بينهم بالعدل ، وان يضعوا لانفسهم النظم الاجتماعية التي تحقق مصالحهم الدنيوية في امر معاشهم ، وان يضعوا القوانين العادلةالتي توزع الحقوق فيما بينهم وان يقيموا الدولة الصالحة التي تخدمهم وتحميهم وتحافظ علي الامن وتحكم بينهم بالعدل ، امر كل مجتمع بيده وهو امر توافقي ويقع التشاور فيه فيما بينهم ويتجدد باستمرار لكي يحقق الأغراض التي امر الله بها عباده ، وجاءت الشرائع الالهية لكي تكون هادية ومرشدة ، ومهمة كل جيل ان يفهمها وان يدرك مقاصدها ، وتلك المقاصد هي المطلوبة والمشروعة ، في مجتمع الجهل والتخلف يكثر العبث بتلك المفاهيم عن طريق التأويل والتوجيه والتحكم في تلك الاصول بما يترجح لكل مخاطب انه المعني المراد ، ويقع التصارع والتنافس بين كل طرف‏ وكل فريق يدعي انه الاحق بالفهم والصواب ، وانه يفهم من الحق ما لا يدركه غيره من المخالفين له ، وتهمل الاصول ويستغني عنها ، ويقع التركيز علي الفروع المتجددة وكأنها هي الاصول ويحتج بها وتمنح من القدسية. ما يجعلها خارج الموازين النقدية التصحيحية ، وينصرف كل فريق للتصدي للفريق الاخر ، واتهامه. بقصور الفهم وقد يتهمه بالضلال والعصيان ، محنة الجاهل عندما يدعي العلم هي اشد المحن علي الا نسان والدين والعدالة عندما يجعل نفسه وصيًا علي الاخرين ويفسد بذلك الحياة التي ارادها الله لكل عباده لكي يعبد فيها ، ولا شيئ في الوجود من الجمادات والاحياء الا وهو خاضع لله خضوع. العبدية له ، ويعبر عن حاجته لله وضعفه الانساني ، كلما اتسع الفهم اتسعت الروية ، وكان الله ولا شيئ غيره ، وكل ما كان في الكون  يعبر عن عظمة الله ، ولا شيئ في الوجود الا الله ، كل ماكان في الكون  يعبر عن تلك الوحدة الكونية. بكل تجلياتها ، وكل شيئ هو امتداد لتلك الارادة : كن فيكون ، الانسانية هي مظهر واحد من تلك التجليات ، ولا يمكنني ان افهم وباء كورونا الذي هاجم الانسانية كلها وما أحدثه من زلزال مخيف خارج ذلك التفسير الايماني ، واجد فيه اللطف الالهي كرسالة لذلك الانسان في كل مكان ، ان الحياة من الله وتستحق الدفا ع عنها وتحذير الانسانية من العبث بالحياة ، تلك نظرة ايمانية خارج. الاسباب المادية ولا تغني عنها ، ما افهمه من كورونا انه رسالة ربانية لكل عباده ان يستيقظوا من غفوتهم ، وان الحياة امانة من الله وتكليف ومسؤولية واستخلاف ، وانً الله يفعل ما يشاء ، وكورونا اعادت الانسانية الي رشدها وأشعرتها بقيمة الحياة ومسؤولية الانسان ، وكنتً ألاحظ ان هناك الكثير من الغرور الانساني بقدرة الانسان عن طريق العلم. علي التحكم في الكون واكتشاف غوامضه وأسراره ، لقد أعادتني كورونا الي إنسانيتي وشعوري بالضعف الانساني ، تلك نظرة شخصية تأملية ، ولعلها من تأثير تربيتي الاولي وصحبتي للسيد النبهان ، كلنا في لحظة الضعف الانساني نمد أيدينا الي الله ان يرحمنا. وان يلطف بعباده ..

( الزيارات : 452 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *