كلمة اليوم
كنت التمس العذرلكل من اخطا بعد اجتهاد جاد ومدروس , وهذا الخطأ متوقع فى كل قرار يحتاج الى تامل وتفكير , مهما حسن اجتهاد الانسان فلا يمكنه ان يتجنب الخطا لأسباب لا علاقة له بها , لا بد من الاجتهاد فى كل قرار يتخذه الانسان فى تجارة او دراسة او زواج او هجرة , لا يملك الانسان قدرة على معرفة الغيب ولا يمكنه تجنب المفاجآت , اكثر الناس معرفة وفهما وحكمة قد يتوقع ويخطئ فى توقعه , الفشل لا يعنى دائما ان القرار كان خاطئا فقد تسهم عوامل نفسية غير مدركة فى توجيه الامور نحو النهاية..لا احد يمكنه تجنب الفشل فى اي عمل مهما كان الحذرقائما..
وفى الوقت ذاته لم اكن التمس العذر لمن اخطا بسبب اهمال او تقصير, فلا عذر للمقصرين والمهملين والمتقاعسين لان هؤلاء مطالبون بحسن الاستعداد وحسن الفهم وحسن الاختيار, فمن قعد عن متابعة امره فالفشل مرجح والمسؤولية ثابته على المقصرين والمهملين فلا عذر لطبيب اذا اخطأ بسبب تقصيره ولا عذر لاسرة اذا اخطات فى زواج ابنتها بسبب تجاهلها لمطالب ضرورية لا تستقيم الحياة الزوجية الا بها, جمال المرأة لا يعنى ان يكون الزواج ناجحا وثروة الزوج لا يعنى ان تكون الزوجة سعيدة , واذا ربح غيرك فى تجارة لا يعنى ان تربح انت , حسن القرار فى البداية يقلل من احتمال الفشل ولا يلغيه , والاهمال والتقصير من ابرز اسباب الفشل فى اي عمل من الاعمال , والشريعة تحمّل المهمل والمقصر مسؤولية التعويض عما اهمل فيه او قصر من حقوق الاخرين , فمن اهمل فى حفظ وديعة او امانة فهو مسؤول عنها, واذا ثبت اهمال الطبيب فى علاجه لمريضه بما يعتبر اهمالا فى نظر الاطباء يجعل الطبيب فى موطن المسؤولية ولا مسؤولية عمن قام بواجبه فى علاج مريض او حفظ وديعة ولو مات المريض او سُرقت الوديعة , فالاهمال ولو لم يكن متعمدا فانه يوجب المسؤولية على المهمل والمقصر ويحتكم فى الامر لاهل الاختصاص ..