لاوصاية على الاخرين

علمتني الحياة

أن أحاسب نفسي عن أخطائي , ولا أحاسب الآخرين عن أخطائهم , فأنا لست وصياً على أحد من الخلق فيما يفعل , وتقتصر وصايتي على نفسي فقط , وأنا المكلّف بمحاسبتها على أخطائها وذنوبها وانحرافها , فإذا نجحت في ذلك فقد أديتُ مهمتي , وكنت قدوة لغيري في محاسبة الإنسان لنفسه , والذي يحاسب الناس ويراقبهم ويسرف في انتقادهم وينسى ما يفعله من سيء الأعمال فلا يمكن لأحدٍ أن يصدّقه فيما يقول , ولا أن ينصت إليه , ولو أراد العمل الصالح لعمل به , ولا يصلح المجتمع إلا بأن يبتدئ كلّ مكلّفٍ بمحاسبة نفسه أولاً , فإذا صلح أمر الفرد صلح أمر المجتمع , والمجتمع هو مجموعة أفراد , وإصلاحُ الفرد لنفسه هو دعوةٌ لكلّ فرد أن يصلح نفسه بالحوار الداخليّ مع النفس وبالقناعة والاحتكام لأوامر الدين , والعلماءُ هم القدوة في الإصلاح , فإذا صلح العلماء – وهم رموز الصلاح والاستقامة والتقوى – صلح المجتمع , وإذا فسد العلماء بسبب طمعهم في المال والسلطة والجاه , وحقدهم على الآخرين المخالفين لهم في الرأيّ أو المنافسين لهم في المكانة الاجتماعية فسد المجتمع كلّه , ولا خيرَ في مجتمعٍ يفسد فيه علماؤه , ولا يفسد مجتمع إلا بسبب فساد العلماء الذين يزينون له الأفعال السيئة , فهم المدافعون عن قيم الدّين الثابتة , وهم مؤتمنون على النصيحةالصادقة وكلمة الحقّ, ويخطئ الحاكمٌ  بسبب حاشيته التي تبرّر له الافعال ا لخاطئة والقرارات السيئة وتنافقه وتتملق له في الأقوال والأفعال إلى أن يسير في طريق االخطأ , وهو يعتقد أنه على حقّ فيما يفعله , ولا يجد الناصحَ الأمينَ الذي يصدقه القول فيغرقُ في مستنقعٍ ملوث لا يرى قذارةَ مائهِ إلا بعد سقوطه فيه,وعندئذ لايستطيع الخروج منه....

( الزيارات : 1٬708 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *