معيار اللدين والصلاح هو الاستقامة

علمتني الحياة

أن لا أثق بمن يدعي الإسلام ويتظاهر بالعلم والتقوى والورع إذا كانت أفعاله وسلوكياته تناقض أخلاق الإسلام وأحكامه , فلا عبرة بما يدعيه الإنسان عن نفسه , وإنّما العبرة بما يفعله الإنسان وما يلتزم به من هذا الخُلُق , والمجتمع الجاهل يأخذ المظاهر والادعاءات وينخدع بالطقوس والمظاهر الخارجية , ولا يفرّق بين عالم وجاهل , وصادق وكاذب , والجهلة أكثر من العلماء والكاذبون أكثر من الصادقين , وأهل الاستقامة أقلّ من أهل الانحراف , وهذه ظاهرةٌ واضحةٌ في المجتمعات الجاهلة التي لا تحسن التميز لضعف في إدراكها , وتصدّق كلّ ما تسمعه من مبالغات وأوهام قد لا تكون صادقة , ومن السهل إقناع الجهلة بالمظاهر الخادعة , والمجتمعات الأكثر ثقافة والأعمق وعياً والتي تحتكم في أمورها إلى العقول السليمة قلّما تضل طريقها في معرفة الصادق والكاذب ، لأنها أقل قبولاً للخداع وأكثر قدرة على التميز والاحتكام على العقل ، والعامة وهم أكثر جهلاً يحكّمون عواطفهم فيما يسمعون ، ويرون الإسلام كما يريدون ، ويقبلون على من يقدم لهم الإسلام كما يشتهون ، وقلّما تشدهم كلمة حقّ تخالف ما تميل إليه قلوبهم ، ويضيقون بكل ناصح يطالبهم بالإقلاع عما هم فيه ، ويجب أن يُعذَر هؤلاء ، فالجهل مصدر الأفعال الجاهلية الخاطئة والضالة ، ويعذر الجاهل بسبب جهله ولا يعذر العالم ،والعامة أهل نوايا الصادقة وعقائد سليمة إلا أنّهم يحتاجون إلى العلم والمعرفة ولو بنسبةٍ قليلةٍ لتنمية قدرتهم على الإدراك السليم ، وهذه هي مهمة العلماء الصادقين العاملين الذين يضيئون الطريق بأنوار العلم والمعرفة الصادقة مع الالتزام بأدب الدعوة والنصيحة ..

( الزيارات : 1٬778 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *