لا يأس ولا قنوط مع الحياة

علمتني الحياة

ألا أيأسَ أبداً , ولو أُغلقَت جميع أبواب الأمل , ولا أسمح للقنوط أن يسيطر على  نفسي ولو فشلت في كلّ اختياراتي وعليّ أن أقوم بما هو واجبٌ عليّ ولا أفرح لنجاحٍ أو أحزنَ لفشل ، فالله تعالى يدبرّ ما يشاء بحكمته ، ويخلق ما يختار ، ولا يمكن للإنسان أن يميّز بين النجاح والفشل ، ولا أن يعرف أين يكون الخير وأين يكون الشرّ ، ولا  يدري ما ينفعه وما يضره ، فالله يختار له ما يشاء …..

والإنسان مكلفٌ بالعمل وبالأخذ بالأسباب ، وليس مكلفاً بالتوصل إلى النتائج المرجوّة , فهذا من أمر الله تعالى ,والعقول مكلفة بإدراك الماديات عن طريق المشاهدات , وليست مكلفة بإدراك الغيبيات , فهذا مما تعجز العقول عنه , وإن خاضت فيه لجهلها به فلا يمكن أن تميّز بين الصواب والخطأ , ويجب أن تعذر العقول إذا ضلّت الطريق .

وليس من مسؤولية الإنسان أن يتكلم في الغيبيات , فالغيبيات غير مدركة بالعقول والحواس , فكيف تخوض العقول في أمرٍ لا تدركه , ولا مجال للاجتهاد في الغيبيات لأنّ الاجتهاد يكون في الأمور العقلية , ولا يصحّ في الأمور الغيبية , ومن تكلم في الغيبيات فهو جاهلٌ ويضللُ النّاس فيما يدعيه , وإن اعتمد على ذوقياته الذاتية والأحوال التي تعتريه , فيما يراه إن كان صادقاً فيما يدعيه فلا يعني أنه قد توصل إلى الحقيقة , وإن كان كاذباً فيما يدعيه فلا يعتدّ بكلام الكاذبين , ومن الأدب أن يمسك الإنسان عن الكلام في الأمور الغيبية ولا يفسرّ القرآن إلا بدلالته اللغوية الظاهرة , وليس هناك باطنٌ يخالفُ ظاهر القرآن , والباطن الحقّ يؤكد ظاهر القرآن , وما يخالف ظاهر النص فهو فهمٌ يقود إلى الضلال .

( الزيارات : 1٬736 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *