لا ظلم ولا عبودية

ذاكرة الايام..لا ظلم ولا عبودية فى الدين
قبل بضع سنوات دعانى صديق لزيارته فى بيته الجديد الانيق فى حي راق شهير.. كان الصديق صاحب دين وخلق واستقامة..كان سعيدا بالمنزل الجديد ….قال لى هذا هو الصالون وكان فى غاية الاناقة, وهذه غرفة النوم وهذه غرفة الولد الاكبر وهذه غرفة البنت الصغيرة, وكانت كل الغرف انيقة وواسعة وجميلة .. وانتقلنا الى المطبخ وكان جميلا , واخيرا هذه هي الحمام وهناك حمام اخرى .. ونظر الى الاعلى وقال لى : هذه سقيفة صغيرة فوق الحمام ارتفاع سقفها متر, وقد اعددتها للخادمة الاندنوسية لكي ترتاح فيها وتنام ..
نظرت اليه نظرة خاصة..ادرك ما اريد ان اقوله : قال لى: وضعت فيها تلفزيون صغيروفرشة مريحة ..مسكينة طيبة .
عدت الى بيتى حزينا متسائلا..كان الرجل فى غاية الاستقامة والالتزام , وهذاامر مالوف ان تكون غرفة الخادمة صغيرة منعزلة…
لاادرى لما شعرت بالالم وقلت فى نفسى هامسا وكاننى اكلم نفسى : هذا ظلم هذا ظلم…الدين لا يقرهذا..فتاة دفعها الفقر ان تغادر بلدها واسرتها واولادها لكي تو فر لهم الطعام .أليس من حقها ان تشعر بالكرامة ..من قال بان الخادمة لا كرامة لها..ما اقسى الظلم فى تقاليدنا الاجتماعية التى اعتدنا عليها ..من منا لا يشعر بالالم لهؤلاء الضعفاء الذين يجاهدون ويشقون لاجل اسرهم..ما اقسى الفقر عندما يذل صاحبه..وما اقسى ما نرتكبه فى حياتنا من مظالم . غاية الدين ان يعلمنا الا نظلم..وغاية العبادة ان تعمق فينا القيم الانسانية ومعانى الرحمة والا نقسو على الضعفاء والا نشعرهم بالمذلة .. وعندما عدت الى بيتى سجلت كلمة فى ذفترى الخاص خواطر مضيئة وقد طبعت الجزء الاول منه قلت فيها اليست هذه هي العبودية الجديدة فى صورة اشد قسوة من عبودية الماضى ..الم يوصينا رسولنا الاعظم بمن يخدمنا ان نطعمهم مما ناكل وان نكسوهم مما نكتسى والا نذلهم والا نرهقهم والا نحملهم مالا يطيقون من الاعمال الشاقة..لن يرفع الله الظلم عنا الا اذا رفع كبارنا واقوياؤنا واغنياؤنا الظلم عن المستضعفين والفقراء والمساكين..لقد امرنا الله تعالى ان نسهم فى تحرير العبيد من الرق والذل واوصانا بفك الرقاب وتحرير الانسان من الغبودية ..القوة لا تبرر للاقوياء ان يذلوا الضعفاء لا فى البيوت ولا فى المصانع ولا فى الاسواق ولافى العادات.. فقرالضعفاء لا يبرر ظلمهم ولا اذلالهم… ارفعوا الظلم عن المظلومين لكي يرحمكم الله ويرفع عنكم ظلم الظالمين وسيف الطغاة المستبدين…

( الزيارات : 1٬038 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *