حقيقة التربية الدينية

ذاكرة الايام..حقيقة التربية الدينية
خلال مسيرتى العلمية الطويلة التقيت بعدد كبير من اعلام الفكر والثقافة من مختلف البلاد العربية والاسلامية ومن بعض الشخصيات التى تعيش فى امريكا واوربا , وقد اتاحت هذه الصلات الشخصية والعلمية ان اعرف الكثير من الجوانب الايجابية والسلبية فى منهجية التعريف بالاسلام ومنهجية الدعوة اليه..رايت رجالا فى غاية الفهم والصدق والاستقامة والاخلاص اذا رايتهم لم تعجبك ملامحهم الظاهرة واذا اقتربت منهم رايت اخلاصا وصدقا واستقامة ..وكنت لا اصدق ما اراه فى هؤلاء من ادب رفيع وتربية راقية وفهم عميق للاسلام وهؤلا ء كنت احبهم واحترمهم واحتفظ بذكرياتى معهم , ورأيت آخرين يسيئون اكثر مما يحسنون ويشوهون بجهلهم لحقيقة الاسلام الكثير من المفاهيم الاسلامية الراقية , ومن هؤلاء من يريد ان يتقرب الى العامة بما يثير مشاعرهم من المواقف والاراء ولو كانت خاطئة ..ومعظم هؤلاء اذا رأيتهم تعجبك كلماتهم واذا اقتربت منهم رأيت العٌجب والغرور والحقد والكراهية والانانية .ز
ما احوجنا الى التربية الروحية الاصيلة التى ترتقى بنا الى الافضل وتعلمنا الادب مع الله ومع الناس , لانريد المبالغات التى لا تنفعنا ولا تحقق هدفا تربويا راقيا وانما نريد ان نعمق المعانى الايمانية والروحية لكي تكون الشخصية دافئة ذات رائحة محببة لكل من يقترب منها بالكلمة الطيبة التى تصل الى القلوب وتحدث التغيير فيها الى الاكمل ..ما احوجنا الى منهجية راقية فى فكرها واسلوبها وخطابها وموضوعها لكي تحبب الناس بالدين وتقربهم اليه وتعرفهم باخلاقياته وروحه ومقاصده ..
ولن نصل الى هذه الغاية الا اذا ارتقت ثقافتنا وحسن اختيارنا لما نريده ..ليس العامي الذى لا يحسن القراءة والعلم وانما العامي هو الذى يتعلم العلم ولا يفهم مقاصد ذلك العلم , وهو رقي الانسان الى الاكمل الذي يحبه الله لعباده ان يكونوا عليه ..
ما اقسى ان يكون العالم محيطا بالعلم وجاهلا بحقيقة ذلك العلم وهذا هو الخسران المبين..

( الزيارات : 842 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *