لا للعبودية

كلمة اليوم..
بحثت عن تلك الكلمة التى سجلتها قبل اكثر من عشر سنوات عن العبودية الجديدة فى دفترى الخاص الذى اسجل فيه خواطرى وتوقعت الا اجدها وفوجئت بها مسجلة فى كتابى عير المطبوع افكار للتامل عن العبودية الجديدة وما اكثرها اليوم فى مجتمعات التخلف الاجتماعى والانهيار الاخلاقى والتفاوت المادى وكثرة الفقر وطغيان الاقوياء على الضعفاء من افراد ومجتمعات ودول ..ما احوجنا الى ميثاق اجتماعي نستمده من قيم الدين الحق ومن ثوابت حقوق الانسان..
وانقل الان الكلمة التى سجلتها قبل عشر سنوات عن الخلل فى واقعنا ومفاهيمنا..واتساءل الان هل نحن ندفع ثمن الغفلة عن الله التى سيطرت على كثير من مجتمعاتنا المعاصرة ليس فى سوريا وحدها وانما فى واقعنا العربي كله ..

لا.. للعبودية
انتشرت بكثرة عادةُ الاستخدام في مجتمعاتنا العربية ، وهي عادةٌ قديمة وطبيعية ، وكانت الأسرة تستعين بامرأة من نفس البلد للقيام بخدمتها في شؤون البيت ، وكانت الأسرة الفقيرة تسمح لبناتها بالعمل في البيوت لكي تستعين بالأجور لتلبية حاجاتها ، وهذا أمر طبيعي ، إذا توفرت أسباب الكرامة للخادمة ، والعمل في المصانع والمكاتب كالعمل في البيوت ، إلا أن العمل في البيوت يشعر العاملة بالمذلة والمهانة ، والعمل في المصانع ولو في التنظيف يوفر ظروفاً أفضل في المعاملة..
وانتشرت عادةُ استقدام الخادمات من بلاد فقيرة وبعيدة مثل إندونيسيا والفيليبين ودول آسيوية وإفريقية..
وقد تكون الخادمة متزوجة ولها أولاد ، وتضطر للبقاء عدة سنوات بعيدة عن أولادها ، وهذا كلّه بسبب الفقر ، وتعامل هذه الخادمة معاملة سيئة وغير إنسانية وتكلّف بما لا تطيق من الأعمال ، وقد تظلم أو تضرب أو تحرم من حقوقها الإنسانية ، وبسبب الفقر والضعف فلا أحد يشعر بما تُعامل به من ظلم ، وكأنها أمَةٌ مستذلة .. ومعظم الأسر لا تعاملها بكرامة وبخاصة إذا كانت سيدة البيت قاسية القلب خشنة الطباع لا تخاف الله فيما تفعله ..
ولا حدود لسوء ما يفعل قساة البشر في معاملة خدامهم ومن يعملون في بيوتهم أو مراكز أعمالهم ، وهؤلاء فئة مظلومة ، وقد دفعهم الفقر لقبول هذا الذلّ والتضحية ، وكلّ امتهان لكرامة المستَخدَم حرام وتجب حماية هؤلاء من الظلم في الأجور والمعاملة .. ولا يجوز الاستخدام الانسانى إلا لضرورة اوحاجة لدفع مشقة عن اسرة ضاقت باعبائها ويجوز ذلك بشروط إنسانية عادلة تشعر المستخدم بالكرامة ..وحرمان أمٌ من أولادها لمدة ثلاث سنوات ظلم واضح ولا يمكن للدين أن يُقرّه الا بشروط وضوابط تكفل كرامة الانسان ، وما يباح للضرورة يُقدّر بقدرها ، واسترقاق الأحرار بالمعاملة السيئة حرام ، ولا عبودية في العلاقات الإنسانية ، ويجب على المرأة أن تقوم بواجبها في خدمة بيتها وأسرتها ، وهذا شرفٌ لها وواجبٌ عليها ، ومن يملك المال لا يبرر له استخدام الآخرين في أعمال مذلة للكرامة ، واستعمال لفظ الخادمة مذلٌ للإنسان والعمل في البيوت أكثر إذلالاً ، وما لا يُوفر الكرامة حرام في نظر الدين ، والاستخدام المنزلي نوع من أنواع الترف الاجتماعي المذموم ، ويباح للضرورة وللأوضاع الاستثنائية بشرط احترام الحقوق الإنسانية ، والفقر لا يُبرر التفريط بالكرامة ، وإذلال الضعفاء والفقراء وإساءة معاملتهم وتكلّيفهم بما لا يطيقون من الأعمال محرمٌ في نظر الدين ، ولا يفعله إلا ظالم ، والمجتمع الذي يُقرّ الظواهر السلبية هو مجتمعٌ متخلفٌ في قيمه الإنسانية ، ويجب أن تتراجع ظاهرةُ الاستخدام المنزلي أو تُضبط حقوق المستخدمين بما يحميهم من قُساة القلوب ومن أكرم خادماً أكرمه الله ومن أحسن معاملته أحسن الله إليه والرحمة بهذه الفئة واجب ديني يدعو إليه الإسلام ويشجع عليه 

( الزيارات : 3٬097 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *