لعبة الحياة

كلمات مضيئة .. لعبة الحياة

كنت اشبه هذه الحياة التي نعيشها بلعبة كرة القدم في ملعب كبير والجمهور يتابع بحماس  ، والكل يلاحق الكرة ويجري خلفها باهتمام  كبير ، وكأنها هي كل شيئ فى الحياة ,  يفرحون ويحزنون , وهم يلاحقون الكرة ويجرون خلفها ، وفِي النهاية ينتصرون اوبنهزمون ، لا شيئ في النهاية سوي الوهم الذي يسيطر عليهم وكانه هو كل شيء فى الحياة ،. انه وهم الانتصار ولو في. كرة صغيرة  قد تلعب الصدفة وحدها فى النتيجة ، وان تشعر بذلك الانتصار وكانه انتصار للحياة ,  ولو كنت خارج اللعبة ، انها الكرة الصغيرة. التي يجري الكل خلفها ، ذلك هو الانسان. فى ملاحقته لتلك الكرة ، وهذه هي اهتماماته. وهذه هي الدنبا التي يجري الكل خلفها بحماس ونشاط ، وكنت اخجل من نفسي ان تكون الحياة. هي. تلك الكرة التي. يجري الكل خلفها  ، لم تشغلني لعبة الكرة في اي يوم من الايام ، وكنت اتأمل فيها من بعيد ,  واري الناس وهم يهتمون بها ويتابعون اخبارها  فى كل يوم ، ولو كانوا في بيوتهم البعيدة عن الملاعب ، تفرحهم وتحزنهم ، واشد منهم جهلا هم الذين يبحثون عن السلطة ، ويلهثون خلفها ، انهم يبحثون عن سعادة متوهمة ، وكنت افكر في ذلك الانسان. ، واشك في ذكائه العقلي , وافكر في ذلك العقل الذي يقوده ، وفيما يحركه من الغرائز الفطرية. وهو يوجه ذلك العقل ويتحكم فيه ، وكنت. اسخر من الحكماء والفلاسفة الذين اعتبروا انفسهم هم اهل الحكمة  , وهم يبحثون عن الكون والوجود ويخوضون في قضاياه. ، واتساءل ماالذي يعنيهم من ذلك ، متي كانت بداية الخلق  , وكيف كانت ، واتساءل هل قادهم العقل يوما الي الحقيقة المطلقة. ، وماهي تلك الحقيقة ، الحياة هي الحياة. كما هي فيه. ، وما ندركه منها هو القليل القليل ، وكنت اجد في الايمان الديني راحة. مريحة وتفسيرا للوجود من منطلق الايمان بالله الخالق المبدع الذي ابدع الوجود وخلق الانسان كصورة لذلك الوجود كله ومرآة له ، وكنت اعيد النظر في ذلك الانسان وفيما يدركه من ذلك الوجود. ، واجده صغيرا. لا يختلف عما في الوجود من الاحياء بكل انواعها والجمادات ، انني اتفهم الكثير عن الانسان واجهل الكثير عما في الاحياء الاخري من الاسرار التى لم تكتشف بعد ، في عالم النبات وعالم الحيوان ، وهناك عوالم اخري منظورة وغير منظوره , وقد تكون اكثر دلالة علي سعة الحياة وتنوعها ، واخرها فيروس كورونا ، الذي هاجم الانسانية في هذه الايام ، ووقفت الانسانية بكل قدراتها عاجزة امامه لا تقوي علي التصدي له , ووقف هجومه الصارخ  على الانسان . وما تركه فى النفوس من خيبات الامل ، ما اقسي ما تركه ذلك الفيروس من اثار علي الحياة نفسها ، انه اشد من. طير الابابيل ، وهو يهاجم الانسانية ، والكل يهرب منه ويلزم بيته ولا يغادره خوفا منه ، ولا اري الحياة الدنيا الا كحلم حالم.تعيشه احداثه وكانها الحقيقة ولا تدرك انك فى حلم ، يفرحك ويحزنك وسرعان ما يختفي فجإة عندما تستيقظ وتكتشف انك فى حلم ، وينمحي من الذهن وكانه لاوجود له  ، عندما كنت اتامل في الانسان. احاول ان افهمه. كما هو ،. واصبحت اشك في قدراته العقلية ،. واجده. محكوما. بما خلق لاجله من البحث عن تلك الكرة الصغيرة المتوهمة  التى تكبر فى داخله ، واتساءل لما ذَا ذلك التصارع والتسابق. علي السلطة اولا وعلي المال ثانيا ، وعلي اوهام النصر والشعور بالقوة. ثالثا ، كنت اجد الايمان الديني. يمنحني الشعور بالسكون الداخلي ، ويقدم لي. اجوبة مريحة عن الحياة والوجود والانسان ، واهم شيئ في الدين ان يرفع من مقام الانسان كواحد من مظاهر الطبيعة التي ارادها الله كغيره من الاحياء الي مرتبة الانسانية المستخلفة والمؤتمنة علي الحياة، وبفضل ذلك. اصبح الانسان. اكثر مكانة وتميزا عن كل الاخرين بسبب . خصوصية التعلم من الحياة ، وتنمية قدراته في التمييز وحسن الفهم. ، ومع ذلك كنت اجد الانسان هو الاكثر.انانية والاكثر قسوة من كل المخلوقات الاخري، انه الكائن الوحيد الذي يجد كماله في. ظلم اخيه الانسان لكي يسلبه. طعامه ويتحكم في مصيره ويجد سعادته فى ذلك ، الانسان هو الكائن الوحيد الذي يهدد الحياة الانسانية كلها بطمعه ، ويعتبر ذلك انتصارا. له ويخترع السلاح المدمر ويعتبر ذلك تقدما ، انه يخترع كل ذلك لكي يخيف اخاه الانسان. ، انه شقيقه في الحياة ورفيق دربه  ، ويجمعهم. الرحم الانساني ، وعندما كنت اجد التغالب علي كرة القدم كنت اعتبر ذلك صورة. لذلك الانسان فيما يتوهمه من. اهتمامات النصر على الاخرين ، وكنت اتأمل في تاريخ الاديان وفِي رسالة الاسلام. واجد فيها الدعوة الي رقي الانسان ، واحترام الحياة من خلال. المنهجية التربوية من القيم والاداب والواجبات التي تهدف الي اعادة تكوين  الانسان في قيمه. واحترامه

للحقوق. ، وبخاصًة في مجال الحقوق الانسانية التي اقرها الله لكل عباده ، لكي يشعر الانسان بانسانيته الراقيةً. التي لا يملكها غيره من المخلوقات الاخرى التى يملك كل واحد منها الخصوصية التى خلقها الله فيه ..

 

( الزيارات : 442 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *