ماذا يريد الانسان..

ذاكرة الايام..ماذا يريد الانسان…

ليس ما يريده الانسان هو الذى سيكون, هناك بداية تختارها بارادتك  , وهناك نهاية قد لا تكون كما اردت , ولا احد يمكنه ان ان يختارها  , ولا ان يتحكم فيها , لا احد يمكنه ان يتوقع ما عليه النفوس من مشاعر وانفعالات كانت مكبوتة او مخفية , وعندما تستفز النفوس ترى عجبا ومالا يمكنه ان يكون يصبح ممكنا وواقعا , النفوس اذا غضبت اخرجت كل ماكان فيها , الاحقاد التاريخية تستيقظ من سباتها وتصبح عصية , تاملت كثيرا فى التاريخ ووجدت عجبا , كل شيء يمكنه ان يكون , ولا حدود لما يفعله الحقد اذا تمكن وترسخ , الحكما ء يحسنون الفهم ومن لم يفهم تعلمه الحياة ان يفهم ولكن بعدما يدفع الثمن وقد يكون غاليا , فى المغالبات كل شيء ممكن , يمكنك ان تكسب الجولة الاولى بسهولة ولكن الجولات التى تأتى من بعد تزال فيها الحواجز وتزول الهيبة ويصبح الضعيف قويا والمتردد مقداما , لا احد لا يدافع عن نفسه عندما يتعرض لخطر يهدده , لا شيء يوقف تدفق مياه الفيضانات فى السهول  عندما تنهار الجسور , سنة الله فى الكون ولن تجد لسنة الله تبديلا , عندما يريد الله امرا تغيب الحكمة وتتوقف العقول عن اداء دورها فى الفهم وتندفع النفوس لما هو مقدر لها , وكانها ليست هي , ويتساءل الانسان فيما بعد قائلا : هل انا هو من فعل ذلك , ما زلنا اليوم نستعيد مواقف كنا فيها من قبل وكانت الامور تتراءى لنا بغير ما كانت عليه , اذا اراد الله شيئا سلب من اهل العقول عقولهم فاصبحوا يرون  ان ماهم فيه هو الحق والصواب , قد ندين الاخرين فيما يختارون ويفعلون , ولكن لو كنا مكانهم فقد نفعل ما يفعلون , هذا هو سر التدبير الالهي للكون والانسان , كل ذلك بارادة الله ولكن الانسان لا يمكنه ان يحتج بالقضاء والقدر لان الانسان عندما يفعل شيئا يفعل ما يريده وليس مجبرا عليه , الانسان لا يعلم ماهو مقدر عليه الا بعد القيام به , لولا كل ذلك لما كان التغيير ولما اقيمت الحجة على من فعل شيئا , المهم ان يريد الانسان الخير وما يرضى الله وان يجتهد فى امره , لكي يلتمس له العذر عند الله , طريق الخير واضح ومعبد والعمل الصالح لا تخفى معالمه فمن اراده فله اخره ولو لم يصل اليه , عندما تريد الله والخير فالله سيتولاك ولا تكن مطية لمن اراد بك شرا , انت مؤتمن فيما تفعل ومسؤول وحسن النية وحده لا يكفى الا اذا كان الخير فيه وبما يرضى الله , فان اردت ارضاء ظالم فيما تفعله وكنت مفرطا فى حق من حقوق الاخرين فلا عذر لك , كنت اتأمل فى ذلك وانا اتابع احداث التاريخ ووقائعه واخبار السابقين , احداث الماضى تتكرر , يختلف ابطالها واماكنها ولكن نتائجها لا تختلف لانها تعتمد على قانون انسانى وهو الاسباب الظاهرة , وهي مدركة بالحواس  , وهناك مالا ندركه من الحكمة الالهية وسر التدبير وحكمة الله فيما اختار , ليس بامكاننا ان ندرك الحق كما هو فنحن اقل معرفة به , ولكن نحن نحكم على الظاهر والله هو الذى يعرف الغيب وماكان فى الصدور مما كان خفيا عن العقول , لا احد يمكنه ان يحمل الاخرين مسؤولية اخطائه فلا احد يحمل عن الانسان ما اقدم عليه بارادته..

كنت تأمل فى كل ما كنت اصادفه فى الحياة واحاول ان افهم اكثر , وفى لحظات حوارى مع نفسى كنت احاول ان استفيد من الحياة ومن تجاربها وازداد بذلك ايمانا بالله تعالى ويقينا بحكمته , كنت اشعر ان الايمان يمنحنا فهما لما يريده الله من الخلق ,  وان هذه الحياة هي اختبار للانسان وامتحان لكي يعمل صالحا وان يتجنب ما نهاه الله عنه من سلوكيات لاتليق بالانسان الذى استخلفه الله والهمه رشده ..

( الزيارات : 1٬112 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *