كفاح الانسان لاجل العدالة ..

ذاكرة الايام..مقاومة الفساد واجب دينى ..

كنت اتامل كثيرا فى تاريخ الحضارات والثقافات والدول واحاول ان افهم اكثر عن الحياة وتراث الانسان , ذلك هو المصدر الاهم للمعرفة الانسانية , هناك الكثير مما عشناه وألفناه من العادات والتقاليد والافكار قد اندثرت ولم تعد قائمة , وجرى الاستغناء عنها واصبحت جزءا من التاريخ , كل شيء لا يواكب عصره فلا بد من الاستغناء عنه الى ما هو افضل واكثر فائدة , كانت حركة التغيير بطيئة وتحتاج الى اجيال متعاقبة لكي يتخلى المجتمع عما الفه  من الافكار والقيم والعادات الخاطئة , هناك ثوابت اخلاقية مصدرها الدين وهي اكثر رسوخا ولا يمكن الاستغناء عنها ابدا كما هو الحال فى مكانة الدين واهمية الايمان وحاجة الانسان الىه والاتزام بتلك الاصول التى هي دعائم الاستقرار الاجتماعى , ومن السهل علينا ان نفهم مدى حاجة المجتمع مهما تطور وتغيرت ملامح حياته الى تلك الثوابت التى هي من اركان الدين التى لا تستقيم الحياة الا بها , المجتمع يسير الى الافضل حرية وكرامة وعدالة , وهذا مما امر الدين به , كانت المجتمعات فى الماضى تقبل ما لا تقبله اليوم من الافكار التى تتنافى مع ما امر الله به من كرامة الانسان وحريته , لم تعد العبودية مقبولة ولم يعد ظلم الانسان مقبولا , لقد تغير كل شيء واصبحت الدولة مؤتمنة على مصالح مجتمعها ولم يعد الانسان يقبل ماكان يقبله فى الماضى من طغيان الاقوياء وظلم المستضعفين وتجاهل حقوقهم الانسانية , لم تعد هناك سلطة مطلقة لحاكم كما كان فى الماضى , اصبحت الشعوب اكثر شعورا بكرامتها وحريتها وتريد ان تمارس حقها فى التعبير وان تشعر بالكرامة والمساواة والعدالة ومقاومة التمييز العنصرى ضد كل المستضعفين , من طبيعة الطغاة انهم لا يتنازلون عما اغتصبوه من حقوق شعوبهم بارادتهم , ولذلك كانت الثورات فى كل مراحل التاريح منذ ايام الرومان وما قبل ذلك فى عهد الفراعنة  ومنه ما قصه علينا القرأن الكريم من قصص الانبياء وتاريخ رسالات السماء لتحرير المستضتعفين ومساعدة المظلومين , هذه هي رسالة الدين فى كل عصر من العصور ولا يمكن للدين ان يكون غير هذا , كنت اتامل كثيرا فيما كنت اراه من جهاد الانبياء للدفاع عن الانسان , فلا عبودية لغير الله ولا ظلم ولا استعباد ولا طغيان , كان الاسلام فى مجتمع الجاهلية دعوة لتحرير الانسان المستضعف وتحريم الظلم والعدوان واكل اموال الناس بالباطل وتحريم الاستغلال والاحتكار وقتل الانسان والدعوة لاعطاء الفقراء حقهم الذى اقره الله لهم فى اموال الاغنياء , والدعوة الى ان يكون امر كل مجتمع بيد اهله ولاوصاية لشعب على شعب ولا فضل لامة على امة وكلهم عبيد لله ويتفاضلون بالعمل الصالح الذى يحبه الله من عباده , لم يعد مقبولا ان يقبل مجتمعنا بما كانت تقبله الاجيال السابقة , لقد اصبح المواطن اليوم بفضل التعليم اولا وبفضل انفتاح المجتمع والتواصل بين المجتمعات والتطلع للافضل والاكرم حرية وعدالة اكثر وعيا لقضاياه واكثر مطالبة بحقوقه  , التغيير حتمى والفكر الذى لا يتطور الى الافضل سوف يتراجع وينعزل عن مجتمعه , والدولة التى لاتطور نظامها الدستورى والقانونى الى الافضل الذى يحقق المصالح المشروعة للمواطن لا يمكنها ان تتجاهل ارادة مجتمعها وشوقه الفطرى والمشروع الى الحرية والكرامة والعدالة , دولة القوة انتهت الى الابد ,  واصبحت الدولة وليدة ارادة مواطنيها ومهمتها ان تسهر على حماية ذلك المجتمع وتخدمه وتيسر اموره , لم يعد المجتمع يقبل بالدولة التى لا تخضع للدستور ولا تلتزم به , والحاكم مسؤول امام الله وامام شعبه عما يفعل فلا سلطة مطلقة ولا احد فوق القانون , والثروات ملك لكل الشعب ولا احد اولى من احد به , والكل يخضع للمساءلة القانونية , ولا احد يخالف ما وقع الاتفاق عليه فى الدستور ولا يمكن تصور مجتمع بلا دستو يضبط الحقوق وبين مهمات الحاكم والمحكوم  , الكل يجب ان يخضع لقانون الهي يحرم الظلم ولقانون وضعى يمنع الظلم ويحاسبه عن كل اعماله فان احسن وادى الامانة والتزم وكان قريبا من شعبه فالله لا يضيع اجر من احسن عملا , ومن اساء وخان الامانة وظلم او اغتصب حقا من حقوق شعبه فلا عذر له عند الله ومن حق شعبه ان يحاسبه عن تجاوزاته , الظالم مدان مهما كان والعدالة حق ومن تطاول او تعدى فلا عذر له , ولكل احد قيمة عمله وما اخذ ظلما فهو اغتصاب ويسترد المال المغتصب مهما كان صاحبه ولا عذر لمن تولى الامانة ان قصر فى ردع الفاسدين ومساءلتهم , العدالة حق لكل الناس ويجب ان تكون شعارا لكل حاكم الا يسمح بالتجاوز على حق المستضعفين , المجتمع العادل اكثر امنا وسلاما ومجتمع الظلم والفساد فلا تبرر افعالة ولا يمكن ان تستقر اوضاعه  , وهو عرضة للثورات , وكل شيء ممكن فيه من الانهيارات , من حق المظلوم ان يدافع عن حقوقه ويعذر فيما يفعله ولو تجاوز الحدود لان لصاحب الحق مقالا , دعوة المظلومين مستجابة , والظلم لا يدوم مهما طال والذين يفسدون فى الارض ويستعلون فيها ويتحدون الله فيما امرهم به فلا عذر لهم , ومن اهم ما اكد عليه القرأن الكريم ان رسم حدود  الانفاق المشروع الذى تحترم فيه الثوابت , واهمها الاعتدال والسفهاء فى الارض يستفزون المشاعر بسلوكيات لا يقرها الدين وتنفر منها الفطرة وتستفز مشاعر المستضفين والمحرومين , سنكون بكل عواطفنا مع كل جهد للاصلاح الاجتماعي الصادق الذى يراد به تطبيق العدالة من غير تحيز لفئة ومن غير تسامح فى حق من حقوق الله وحقوق المستضعفين ..

( الزيارات : 1٬046 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *