ما يريده الدين هو الفضيلة .

كلمات مضيئة..ما يريده الدين هو الفضيلة.

من طبيعة النفس الانسانية انها تبحث عن المعرفة , والنفوس تشتاق الى تلك المعرفة كما تشتاق الى غذائها المادى , الابدان تشتاق الى الغذاء والارواح تشتاق الى غذاء روحي , ولولاه لما انصرفت النفوس الى ذلك , وقد اهتم الفلاسفة منذ القديم بتفسير ذلك الشوق , هناك مالا يمكن ادراكه بالعقل وحده , ولا يمكن لكل العقلاء ان يفهموا كيف يمكن للعقل ان يفهم ما يخاطب به , وما هي الالية التى تمكن العقل من  الفهم لما يخاطب به , هناك قوة خفية تملكها العقول , قد لا تكون مدركة , وهناك تساؤل هل يمكن للعقل ان يصل الى المعرفة , لقد قدم الدين تصورا للوجود والكون يقوم على اساس الخلق , فالله تعالى هو خالق الكون والانسان , وكل شيء بامر الله , الايمان يشعرك باليقين فيما تؤمن به , الايمان البرهاني لا يشعرك باليقين ولذلك تجد التناقض فيما ذهب اليه الفلاسفة , كل الاحتمالات قالها الفلاسفة وكل فيلسوف يناقض ما ذهب اليه من سبقه , هناك مالا يمكن ادراكه بالعقل , كنت احترم العلم في كل ما يمكن للعلم ان يصل اليه من اكتشاف قوانين الطبيعة , وهذه هي مهمة العقول التى تعتمد على ادلة برهانية او تعتمد على التجربة والملاحظة , لا يمكن للدين ان يناقض العلم في يقينياته , لقد اخطات الكنيسة عندما تصدت للعلم واضطهدت رموزه  وفى الحقيقة فانها كانت تدافع عن سلطتها فى مجتمعها وهي سلطة مدعاة لا علاقة لها بالدين , ما ثبت عن طريق البرهان فلا يمكن انكاره , ويجب التوفيق بينه وبين الدين , لان تفسير النصوص جهد انسانى واداته العقل , ولا يمكن للنص الدينى ان يناقض ثوابت العلم , لان الطبيعة من خلق الله وقوانينها من خلق الله ومن ابداعه , العقل متاثر بمكوناته الزمانية والمكانية , والفكرة وليدة اللحظة التى يعيشها الانسان , احيانا نلا حظ التناقض فيما يصدر عن عقولنا  وليس هناك تناقض وانما هناك انفعال يتجدد ويتغير بحسب المؤثرات التى تحركه , مانعبر عنه لا يتجاوز اللحظة التى نعيشها , احيانا تكون اللحظة عقلية وتتحكم فيها تصورات عقلية , واحيانا نعبر عن لحظة روحية وهي كبارقة سريعة نعبر عنها بما يلا ئمها , لا يعنى ان تكون صحيحة ولكنها هي صادقة , تلك هي الاحوال التى يشعر بها الانسان , كلنا نتغير وتتحكم فيها العواطف والانفعالات , وعندما نصفو نعبر عن الصفاء وعندما ننحدر نعبر عن ذلك الانحدار , وعندما تتمكن منا الاهواء تعبث بما  نفكر فيه , وتكثر الوساوس والاوهام , هناك معيار واحد ان نفعل الخير , اسمى ما يصل اليه الانسان ان يحب الخير وان تصدر منه الفضائل , عندما يكون  مصدر الاخلاق هو الدين فمن المؤكد انه يضمن للفضيلة ان تكون ارقى واسمى , كل الشرور وما يقود اليها فلا يمكن ان يكون من الدين , كل تفسير للنص الدينى لا يمكنه ان يؤدى الى الشر والعدوان والظلم او يبرره , تفسير النص هو جهد عقلي يحتمل الصواب والخطا , كل ما يصدر من الانسان يجب ان يخضع لميزان الخير والشر , التفسير جهد انسانى لا يمكن ان يناقض الثوابت التى دعا اليها الدين فى النص المقدس , لا يمكن لاحد ان يدعي انه يملك مالا يملكه غيره من الفهم  عن الله فيما يريد  اذا لم يكن ذلك مما يتفق مع ثوابت النص ومقاصده , حكم العقول فى الامورالمستجدة جهد عقلي تتحكم فيها الاهواء والعواطف والانفعالات , واحيانا توجهها المصالح , لكل عصر معاييره لمفاهيم العدالة والحرية والكرامة , ما يراه كل مجتمع انه الافضل له فيجب الانصات له فيما يحقق هدفا من اهداف الدين , الدين يستمد من نصوصه  الكلية التى لا يمكنها ان تتناقض ولا يستمد من رموزه والمنتسبين اليه لان الانسان تتحكم فيه اهواؤه حينا ومصالحه حينا اخر , حاجة المجتمعات تخضع لمعيار المصالح والمفاسد وهو معيارله قواعده .

( الزيارات : 485 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *