مثل قرانى لمن استوقد نارا

كلمة اليوم
ما اروع ما عبر عنه القران الكريم من وصف جميل ودقيق للمنافقين الذين ساروا فى طريق الضلالة والزيغ والجهالة بعد ايمان كاذب تظاهروا به وهم ابعد الناس عنه , لوصدقوا فى البداية لما اضلهم الله , ولن يرجعوا الى طريق الهدى والنور ابدا , مثل هؤلاء المنافقين كمن استوقد نارا فلما اضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم فى ظلمات لا يبصرون صم بكم عمي فهم لا يرجعون ..
كم نحتاج الى تأمل هذا المثل القرانى الرائع فى تصويره لحالة اؤلئك المنافقين الذين استوقدوا نارا لكي يبصروا بها طريق الهدى والنور والسداد فساء سعيهم وضلوا عن الطريق الحق ,وهؤلاء لا تعمى عندهم الابصار ولكنها تعمى قلوبهم التى بالصدور فلا يبصرون طريق الحق الذى دعاهم الله اليه وشجعهم غلى سلوكه ..
ما ابلغ هذا التصوير القرانى لمن اضلهم الله فابتعدوا عن الطريق , فلم يسمعوا كلمة الحق ولو انهم احسنوا النية والقصد لاحسنوا فيما يفعلون والله يحب المحسنين الذين هم مطايا للخير ومظنة للعمل الصالح الذى يرضاه الله ويحض المؤمنين على العمل به ..
كم نحتاج الى هذه المعايير القرانية التى تعلمنا ما نحتاج اليه من فقه الحياه واخلاقية الدين فى معاملاتنا وفى احترامنا لكل الاخرين فى حياتهم وكرامتهم وحماية اموالهم واعراضهم , ما ابعدنا عن طريق الدين ومنهج رب العالمين فى سلوكنا وقسوة الانسان على اخيه الانسان واستغلال الامه لتبرير سلوكيات التخويف والترويع والابتزاز والحاق الاذى بالاخرين من الابرياء والضعفاء والسعي فى الحاق الظلم بهم , ولا حدود لظلم الغافلين عن الله لمن تمكنوا من اذلا لهم واستغلالهم ..
هل نبتدئ باصلاح انفسنا اولا لكي ينصرنا الله ولكي يخفف عنا ما نعانية من ظلم الظالمين وقسوة القساة ممن اضلهم الله وجعلهم مطية للشر باحقادهم واساءتهم للاخرين والعدوان على الابرياء الذي تولاهم الله برعايته واوصانا باحترام كرامتهم وحياتهم ..
ليس من عادة الله ان ينصر ظالما الا اذا رفع ظلمه عمن ظلمة واستغفر لذنبه فعدالة الله قائمة ومؤكدة وقادمة وقد وعد الله المستضعفين فى الارض بالمؤازرة والتمكين الذى ارتضاه الله لهم وان يبدلنهم من بعد خوفهم امنا وسلاما

( الزيارات : 1٬194 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *