احسن فيما تختار لنفسك

كلمة اليوم
معظم الناس يفكر فى الانتقال من واقع خاطئ الى واقع افضل , وهذا امر طبيعي فى الانسان وحتمي والتطلع الى الافضل امر ايجابي فكل الناس يطمحون الى الافضل والاكمل..
ولكن الناس يتفاضلون فى اسلوب اختيارهم لهذا الانتقال الى الافضل , والعقول ليست واحدة فى مدى وعيها بما ينفعها وما يدفعها الى الافض الذى لا تندم عليه , ولا بد من اختيار طريقك المعبد الامن الذى يوصلك الى الهدف الذى تريده..والناس ليسوا سواء فى قدراتهم على التمييز , والعقول تتفاضل فى هذه المواقف, وكلما ارتقى وعي الانسان ارتقى اختياره لاسلوب التغييروالاصلاح لكي لا يندم ولا يخسر, ولا احد سيكون معك فى محنتك ان اخطأت الطريق او وجدت نفسك فى صحراء موحشة مخيفة تائها لا يمكنك ان تعود الى الوراء ولا يمكنك ان تتقدم الى الامام ..
العقلاء يفكرون كثيرا فى قرارهم ويختارون الطرق الامنة الممكنة التى لا يضلون فيها ولا يندمون ..استشر اهل الخبرة من عقلاء الرجال ومن رموز الحكمة واسمع ما شئت ان تسمعه وانصت الى كل الاراء التى معك والتى ليست معك , وفى النهاية فانت الوحيد المؤتمن على قضاياك وانت الوحيد الذى ستدفع الثمن ان اخطات وانت الوحيد الذى ستربح ان احسنت الاختيار والقرار ..
كم من اسرة تمزقت وزوجية انهارت بسبب قرار خاطئ فى لحظة انفعال , وكم من قرار خاطئ فى لحظة غضب قاد اصحابه الى محنة قاسية , وكم من ازمة كان يمكن التغلب عليها بالحوار والحلول العقلانية فاصحبحت عصية عن الحل مكلفة مرهقة مدمرة ..لا شيء يمكن ان تاتى به القرارات الخاطئة التى تقود اصحابها فى لحظة الانفعال الى اختيار الطرق الوعرة التى قلما تقود اصحابها الى الهدف المنشود..
لقد اكرم الله الانسان بعقل يميز به بين الصواب والخطأ فى المواقف والحق والباطل فى الحقوق لئلا يخطئ او يتيه او يضل الطريق وهو مؤتمن على مصالحه , ولا يحتج بالقدر لتبرير سلوك خاطئ فالاقدار مرتبطة باسبابها المؤدية اليها لكي تقام الحجة على الانسان فيما يختاره لنفسه, ولا شيء مما يفعله الانسان لا يرتبط باسبابه الظاهرة المدركة بالعقول فمن حسن فهمه لما يحيط به حسن قراره لما يختاره لواقعه ولمستقبله ..

( الزيارات : 1٬167 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *