محنة العلماء ..ظاهرة سلبية فى تاريخنا

كلمة اليوم
كبار العلماء والمفكرين امتحنوا فى حياتهم واضطهدوا واسيء لمعظمهم, وبعضهم قتل وبعضهم منع من الكلام والتدريس واحرقت كتبه وبعضهم اخرج من بلده وحكم عليه بالنفي او السجن..
مات هؤلاء واحيت الاجيال اللاحقة فكرهم واصبحوا رموزا مضيئة فى تاريخ امتهم واكرمتهم الاجيال واحيت اثارهم تكريما لفكرهم وتضحياتهم ومات من ظلمهم وانتهى اثره , فلم يعد احد يتحدث عن رموز الظلم والسفه الذين تسببوا فى محنة رجال العلم والفكر الذين اضاؤوا للاجيال اللاحقة دروب الحياةالتى اضاءت العصور اللاحقة فيما بعد بفكر جديد وعصراكثر وعيا وسعة وفهما..
والسؤال الذى يتردد دائما : لما ذا امتحن كبار العلماء من امثال احمد بن حنبل والقاضى عياض وابن رشد وابن العربى المعافرى وابن تيمية , وكانوا روادا مبدعين ومجددين , وكانوا اصحاب فكر ملتزم الا ان عصرهم لم يكتشف عظمة ما جاؤوا به وما اضافوه , وما زلنا حتى الان نذكر هؤلاء الاعلام كرموز مضيئة فى تاريخنا الاسلامى ..
تالمت وانا اقرا محنة شيخ الاسلام والمحدث الحافظ القاضى عياض السبتى صاحب كتاب الشفا االذى يعتبر من اهم الكتب فى السيرة النبوية , وابن رشد صاحب كتاب بداية المجتهد فى القرن السادس الهجرى , وكانت محنة القاضى قاسية فقد قتله المهدى ابن تومرت فى عهد الدولة الموحدية التى حكمت المغرب الكبير بعد الدولة المرابطية التقية واضطهدت علماء المذهب المالكى الذين رفضوا الاقرار لابن تومرت بالعصمة والمهدية , وقتل القاضى عياض شر قتله بالرماح التى مزقت اشلاءه واوصاله ورمي فى ارض خلاء من غير غسل او صلاة عليه ولم يكتشف قبره الا بعدما سقطت دولة الموحدين ..
ما اقسى ما يعانى منه عظماء الرجال من العلماء فى عصرهم من محن قاسية من الحكام واحيانا من العامة الذين يكفرون من خالف ماهم عليه من ضلال وانحراف فى العقيدة او فى الاحكام ..
ما احوجنا لميزان اسلامي وشرعي عادل نميز به بين الهدى والضلال ونفرق به بين الحق والباطل ونحترم به حرية الفكر وكرامة الانسان..
ما اقسى الجهل عدنما ترتفع رايته ويكون الظلم مطية الظالمين لاذلال الانسان وتخويفه من ان يقول كلمة الحق التى هي امانة الله التى ائتمن العلماء عليها فى كل العصور لكي ينكروا الظلم الذى حرمه الله على نفسه وجعله محرما بين الناس الى يوم الدين.

( الزيارات : 1٬158 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *