ذاكرة الايام ..مدرسة الذاكرة
اعترف ان ما اسجله في ذاكرة الايام ليس اعادة كتابة ما جري من قبل وتوثيقه ، لم يكن هذا ما اريده ، فالماضي قد. انتهي ولن يعود ، وانما المهم ان نستعيده لكي نستفيد منه ، وان نتعلم منه الجديد الذي نحتاج اليه فيما بعد ، كنت احاول ان التقط. مشهدا واحدا.من تلك الذكريات بشرط ان تكون له دلالة معبرة , وكنت اتوقف امامه واتأمل فيه واعبر عنه. كما رأيته من خلال ما تركه من آثار في ذاكرتي ، لست ما دحا لاحد ولا ذاما وليس هذا ما اريده ،. ، كنت اريد التركيزعلى ذلك التفاعل. بين الانسان والحياة من خلال تلك الذكرى كما اافهمها الان ، وكنت احاول قراءة المشهد من جديد في غير الزمن الذي وقع فيه ، وكنت اتعلم الكثير مما كنت. استعيد قراءته. من تلك الذكريات ، مدرسة الحياة. تعلمنا الكثير عن الحياة ، ليس المهم الحدث كما وقع، وانما المهم هو الاثر القريب الذي تركه في زمنه والاثر البعيد الذي احدثه في فكرنا فيما بعد، ، وكل حقبة في الحياة كان لها اثرها في الفكر فيما بعد ، الثمرة هي المرجوة في النهاية ، ومالا ثمرة له فلا حاجة اليه ، ليست هناك حقبة أكثر اهمية من حقبة اخري ،. الرواية بكل فصولها المتتابعة ، كل ما في الرواية هو جزء من تلك الرواية ، ولكي نفهم النهاية فلا بد من تتبع المسلسل كاملا بكل فصوله , من بدايته الي نهايته ، ما اكتبه. هو مجرد قناعات. مستمدة من التجربة الانسانية ، لقد اراد الله للحياة ان تكون كما هي عليه من منطلق الحكمة ، ولا يمكن ان تكون الحياة غير ما هي عليه من ذلك التدافع والتغالب علي تلك الكرة الصغيرة ، ذلك الانفعال هو الحياة وهو الذي يعطي للحياة صفة الحياة ، تعالوا نفترض. ان الحياة. بغير ذلك التدافع علي السلطة وعلي المال وعلي الشهرة المتوهمة التى نجد فيها انفسنا ، تعالوا نفترض ان الحياة بيد الحكماء او الزهاد. او الصالحين وهم الذين يمسكون بمقود الحركة ، ومن المؤكد انهم سوف يتصارعون فيما بينهم لامحالة علي ما في ايديهم من البقايا ، لا حباة بعير ذلك التدافع الحتمى ولو كان خفيا . وهو تدافع بين الخير والشر ، كنت اتنقل بين الضفتين المتباعدتين ، وكنت أجد ذلك التدافع بين الزهاد علي ما يزهدون به كما هو بين الطامعين ، تصورت يوما ان مجتمع اهل العلم والحكمة هو المجتمع الاكثر مثالية وهو. مظنة الصلاح, وليس هناك ما يتغالبون عليه من الدنيا ، ورأبتهم يتغالبون علي ما في ايديهم من ذلك القليل ويرونه كبيرا. ويتوهمون. انهم الاحق. به وتتحرك قلوبهم للتعلق به ، ، وكل فريق يريد ان يكون الاقرب الي الله وان ينفرد بالجنة , وان يمنع الاخرين من ذلك ، وكنت اعيد النظر باستمرار في قناعاتي ، وكنت اقرأ الاحداث من جديد ، واصبحت التمس العذر لكل احد فيما هو فيه من منطلق الحكمة ، كنت أري الله تعالي في هذا الوجود ولا أري غيره ، لا شيئ خارج الحكمة والتدبير ، هناك مشاهد اصبحت انكرها واضيق بها وسرعان ما اتذكر واقول لنفسي ؛ كنت هنا من قبل ، وليس من العدالة ان انكر علي غيري ما كنت افعله عندما كنت في ذلك المكان ، وتولدت لدي قناعة ايمانية. بان الحكمة فيما اراده الله ، وكل شيئ بامره ، وما تشاؤون الا ان يشاء الله ، هو الذي يحرك القلوب لما يريده ان يكون ، وكل شيئ. في هذا الوجود يتحرك. لكي يؤدي الدور المطلوب منه ، وهو مسخر له من الاحياء والجمادات ، واعود مرة ثانية وثالثة الي تلك الذاكرة. واستخرج منها بعض المشاهد ، لكي اقرأها من جديد لكي افهم. اكثر عن الحياة وازداد قناعة ان ذلك الانسان. الذي انطبعت فى قلبه صورة الكون كله هو جزء صغير من ذلك الكون الفسيح .،
اترك تعليقاً