مرأة الانسان

ذكريات الايام
كنت الاحظ فى حياتى ان كل انسان يصنع لنفسه مرآة خاصة به يرى من خلالها الاشياء التى تحيط به , قلا تريه الاحجام ولا الملامح الحقيقية , وانما تريه ما يريد ان يراه من الوان واوصاف , احيانا يرى بها الجميل قبيحا والقبيح جميلا ويرى فيها الابيض على خلاف لونه وااحيانا يعجبه السواد ويألفه ويتذوقه الى ان يرى الجمال فيه ..لوكانت المعايير ثابتة لما كانت الحياة جميلة , ومعظم الناس يرى الكمال فى اوصافه والجمال فى ملامحه ..وكلما عمّ الجهل وصغر العقل ازداد وهم الانسان فى ذاته الى ان يعيش معزولا عن واقعه ضمن برج يبنيه لنفسه..
الانسان بطبيعته يحب الكمال ويبحث عنه بغريزته وتتعدد مفاهيم الكمال معبرة عن جمال التعدد وحتمية التنوع فى الطبائع والاستعدادات , لا احد يماثل الاخر فى الشكل ولااحد يفكر كما يفكر الاخر, فالعقول متفاوتة فى قدراتها وفى معاييرها وكلها قاصرة عن فهم ذاتها فضلا عن فهمها لسر الحياة وحكمة التدبير الالهي الذى اختص الله به , وحذر الانسان من الخوض فى كنه الذات الالهية لما يعلمه من قصور العقل عن الفهم والاحاطة فيشقى بجهله ويحرم من ايمانه : ويحذركم الله نفسه والله رؤوف بالعباد

( الزيارات : 2٬979 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *