مستقبل مجلس الامن

فكرة مجلس الأمن الدولي فكرة حسنة للدفاع عن السلام والأمن ومقاومة العدوان , وقراراته ملزمة , ولا يمكنه أن يحظى بثقة الشعوب إلا إذا كانت قراراته عادلة ومنصفة ومعبرة عن الإرادة الدولية , فهو الشرطيُّ الأكبر لحماية الأمن في العالم , ويستمد هيبته من ثقة العالم بعدالة قراراته وألا يراعي قوياًً بسبب قوته ,وألا يرضخ لضغوط الأقوياء لتبرير المواقف العدوانية , ومجلس الأمن كمجلس القضاء , فليس هناك قضاة من الدرجة الأولى وقضاة من الدرجة الثانية , فكلّ القضاة يملكون حقوقاً واحدة وحريّة في اختيار الحكم , ولا يجوز لدول أن تمتلك حقَّ الاعتراض فلا أحد يمكنه أن يعترض على قرار الأكثرية , و لا يجوز لدولة أن تمارس ضغوطاً على دولة أخرى , فهذا هو شراء الضمائر بالترهيب أو الترغيب بالقروض والمساعدات , ويجب أن يُعادَ النَّظر في تركيبة مجلس الأمن من حيث تكوين أعضائه وإلغاء فكرة الأعضاء الدائمين , وإلغاء فكرة الفيتو, وعدم التدخل في القرارات , والاعتراف باستقلاليّة هذا المجلس, وألا يكون مطيّة لتبرير سياسات العدوان والهيمنة ,وإذا أردنا صياغة نظامٍ عالميٍ جديد فيجب أن نعيد النَّظر في كثير من الأنظمة والمؤسسات الدولية والقيم السائدة وتمكين الشعوب من التعبير عن مواقفها وحماية سيادتها , فليس في مفهوم العدالة قوي وضعيف , وإنّما هناك حقٌّ وباطل , ومعتدٍ ومُعتدَى عليه, وظالم ومظلوم , والعدالة أن تنصف المظلوم وتدافع عنه لكي يثق بك أولاً ولكي تريح ضميرك بدفاعك عن الحق…

والنظام العالمي الجديد  مطالب باْن يصحح أخطاء المرحلة السابقة ويعيد النَّظر في كثير من المواقف والسياسات , وأن تكون اختياراته عادلة وأن يسعى جاداً لإحلال أسباب الأمن والسلام والاستقرار , وأن يطرح شعار التكافل الإنساني للدفاع عن الحياة وحقوق الإنسان وتكوين شرعيّة دوليّة حقيقية تعبر عن إرادة المجتمع الدولي , ومقاومة الطغيان والظلم والعدوان , وإعادة توزيع الثروات بطريقة عادلة وتمكين الشعوب الفقيرة من الاستفادة من التكنولوجيا المعاصرة للنهوض, وتشجيعها على تحقيق التنمية الإنسانيّة والاقتصادية ,القضاء على الأمية والأمراض والكوارث , واحترام خصوصيات كلّ شعب واختياراته,وتشجيع الحوار بين الحضارات والأديان والثقافات للتقريب فيمابينهم, وتوجيه الإعلام لحماية القيم الأخلاقيّة واحترام الأديان
,وإعفاء الدول الفقيرة من أعباء ديونها المذلة  ..

( الزيارات : 1٬754 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *