معالجة المشاكل بالحكمة والفهم

اذا اردت ان تحكم فى قضية من القضايا فلا بد لك اولا من فهم تلك القضية بكل اسبابها ودوافعها وملابساتها والعوامل النفسية المؤثرة فى سلوكيات الانسان فى مختلف المراحل فى لحظات الانفعال والغضب..
اذا فهمت كل شيء اصبحت اكثر قدرة على المساهمة فى حلها بالطرق الممكنة التى يرضاها كل الاطراف ويجدها عادلة ومنصفة ومريحة ..
توقف اولا فى البداية فى اول منعطف لك , واوقف الانفعال واطلب من كل الاطراف ان يستعيدوا هدوءهم وان يلتقوا على الثوابت التى تجمعهم والمبادئ التى يتفقون عليها ويلتزمون باحترامها ..
كم من حياة زوجية انهارت لان كل طرف حاول ان يتجاوز حدوده باثارة الاخر والاساءة له , وكم من اسرة تمزقت بسبب انفعال خاطئ قاد الى انفعال مضاد , وتمزقت عرى المودة واصبح كل اخ يسيء لاخيه متجاهلا تاريخا من الطفولة الجميلة التى كانت تجمعهم , وكم من وطن سالت الدماء فيه لانهم فشلوا فى حل مشاكلهم وابوا الا ان يحتكموا الى القوة والعنف فكان الثمن غاليا ومكلفا ومدمرا..
ما اجمل الانسان الذى يرتقى اسلوبه فى التعبير عن انفعالاته ويحتكم الى ضميره ويوقظ فى لحظة الانفعال مشاعره الانسانية فلا يظلم ولا ينسى انسانيته فى لحظة الغضب , ويرجع الى الله مستغفرا ذنبه وطالبا منه ان يسدد خطاه وان يلهمه الرشد والسداد لكي يتجنب ما حرمه الله على عباده من الظلم والعدوان على الانسان..
ما اروع الانسان وهو يحتكم الى الله تعالى فى اموره لكي لا يظلم من لا يستحق الظلم من الابرياء والضعفاء ..ما اجمل الدين وهو يعلمنا ما يجب ان نفعل فى حياتنا اذا اختلفنا وما ينبغى ان نقوم به اذا تنازعنا, لكي لا نتجاوز ما امرنا الله به من احترام الحياة وحقوق الكرامة لكل انسان حيث كان ذلك الانسان..
ما احوجنا الى خطاب جديد نوقظ به ما اكرمنا الله به من صفاء الفطرة ونداء الضمير لكي نتمكن من تجاوز المحن والالام بحلول عادلة ومنصفة ومشروعة تحترم خصوصيات الانسان فى الحياة والكرامة والحرية..

( الزيارات : 1٬731 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *