اولاد الدلال قلما ينجحون


 

 

                             

 

علمتني الحياة

أن أولاد الدلالِ والترف قلّما ينجحون في حياتهم وإن نجحوا في دراستهم ، ففي الدراسة قد يُحمَلون إذا تعبوا وقد يُرفَعون إذا سقطوا ، وإذا تعثروا في حفرة فسرعان ما يجدون المنقذ الذي يخرجهم من تلك الحفرة ، فهم آمنون مطمئنون وقد اعتادوا أن تُلبّى رغباتهم كلّها فلا يقبلون أن يُرفَض لهم طلب من آبائهم ولو كانوا غير قادرين على تلبية هذا الطلب ، وهذا يزيدُ من غرورهم وشعورهم بالتفوّق على أقرانهم الضعفاء ، وقد يشعرون بالضعف النفسيّ أمام الآخر الأقلّ منهم مالاً ونفوذاً والأكثر منهم ذكاءً وتفوقاً ، فيلقون باللوم على آبائهم وأمهاتهم ، ويحملونهم المسؤولية عن فشلهم وضعفهم ، ويحرص الأب وهو يشعر بضعف ابنه أن يبثّ فيه شعور الثقة بالنفس ، فيهوّن عليه الفشل ويوفّر له أسباب التفوق بارتداء الألبسة الفاخرة والسيارة الأنيقة فيزداد اهتمام الشباب بما يشتهون الحصول عليه من عوائد الترف ، ويضيقون بالعمل ولا يتحملون بذل الجهد وإذا أصابهم الفشل سيطر عليهم اليأس والقنوط ، وزاد انفعالهم ، تعبيراً عما يشعرون به من إخفاقٍ وضعفٍ أمام أصدقائهم فأولئك يبنون مستقبلهم ويصعدون السلّم درجة بعد درجة ، وهؤلاء يهبطون كلّ يوم درجة ، وأولئك يجمعون ويدخرون ويرتقون وهؤلاء ينفقون ويستهلكون ما بأيديهم ، ويضعف الآباء والأمهات أمام أبنائهم فلا يصارحونهم بالحقيقة خوفاً على مشاعرهم فإذا رحلَ الآباءُ سقط هؤلاء في الأهوال وقلّما ينهضون…… وهكذا تتجلى عظمة العدالة الإلهية في تداول السلطة والمال والمجد ويسقط جيلٌ من أعلى القمم ويعتلي تلك القمم جيلٌ جديد وصل القمة بجهده وعزمه وإرادته وطموحه ، والله يفعل ما يشاء ويهب النجاح في الحياة لمن يشاء..


 

( الزيارات : 1٬047 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *