مفاتيح منهجبة لفهم قضايا الفكر

مفاتيح منهجية لفهم قضايا الفكر ..

………………………..

أهم قضايا الفكر الانساني التي اهتم بها الانسان هي  : الله والوجود والانسان ، والعقل بكل دلالاته وادواته الحسية هو اداة فهم ذلك ، ولا ادراك لاية معرفة خارج الادراك العقلي بكل دلالاته المنطقية المعتمدة على الحواس الظاهرة والمشاعر الخفية التي تنميها التربية الايمانية ،

القضيةً الاولى : الايمان بالله وهو الخالق لهذا الوجود والمبدع فى خلقه للانسان ، وهو الواحد الاحد الذي لا شريك له لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد ، وهو القادر على كل شيء , ولا شيء في مملكة الله الا بمشيئته وارادته ، الله اكبرشعار الانسانية  ، وهو الذي يعبد في الارض ويستعان به ، ولا قداسة لغيره ،

والقضية الثانية هي الوجود بكل ما فيه من جماد ونبات وحيوان وانسان ، وهناك قوانين طبيعية احكم الله امرها لكي يكون كمال الوجود بها ، ومهمة العلم ان يكتشف هذه القوانين لكي سخرها الله لكى تكون الطبيعة مسخرة لخدمة الحياة الانسانية ، وكلما اتسع العلم ترسخت مشاعر الايمان بحكمة الخالق ،

والقضية الثالثة : هي الانسان الذي استخلفه الله على الوجود لكي يصلحه بما ترجح له الصلاح فيه ، وخاطب الله الانسان برسالةً الله التي ارسل بها رسله مبلغين ومبينين ، وامرهم بامور ثلاثة : الامر الاول : الدعوة للايمان بالله وعدم الشرك به في كل ما يتنافى  مع فكرة التوحيد المطلق ، والتعبير عن الايمان بالطاعة والعبادة والخضوع ، وهذه هي خصوصية المنهج الايماني في فهم الحياة الانسانية كامانة وتكليف لكي يمتحن بها الانسان ،

 والامر الثاني : احترام الحقوق في النظام الاجتماعي لكل العباد بكيفية عادلة لا تفاضل فيها ولا تمييز في اي حق من الحقوق التي ارتبطت الحياة بها ، وامر العباد شورى بينهم فيما يرون صلاح الحياة به من النظم التي يضعونها لانفسهم بشرطين ؛ اولا : ان يكون ذلك النظام هو ثمرة لتعاقد اجتماعي ولتوافق ارادي عادل تحترم فيه العدالة فى الحقوق بالكيفية التي يراها كل مجتمع عادلة ومرضية ،

والشرط الثاني : ان تحترم فيه الاحكام التي امر الله بها وتجتنب المحرمات التي حرمها الله في الحقوق والسلوك ،

واهم ما امر الله به ما يلى :

اولا ؛ احترام كيان الاسرة بكل مكوناتها في الزواج والانساب وحقوق الاولاد والتوارث الاسرى لاجل ضبط التعاقب بين الاجيال بطريقة تحمي الاسرة و تمنع الفوضي في الانساب , وتضمن رعاية الاطفال بكل ما يتطلب ذلك من الانفاق والتعليم والتربية والتكوين ، وكل مجتمع مكلف بان يضبط ذلك بالكيفية التي تحترم فيها احكام الشريعة بما يحمي مصالح الاسرة وقدسيتها الاجتماعية ، وثانيا : احترام العدالة في الحقوق وتحريم اكل اموال الناس بالباطل عن طريق المظالم والاحتكارات واستغلال القوي للضعيف فيما كان من حقوقه المشروعة ، وبخاصة في الاجور وقيم الاعمال ، والظلم في جميع صوره مفسد للنفوس وهو الذي يحرك النفوس ويدفعها للعنف للدفاع عن الحقوق المغتصبة بسبب الطغيان الذي بستفز النفوس ،

والامر الثالث : اجتناب المحرمات التي حرمها الله على عباده ، وهي حدود الله التي يجب ان تحترم في كل مجتمع وكل عصر, ولا يباح ما حرمه الله من المظالم والمفاسد ، وهي محرمة على الدوام لانها تفسد الحياة بسبب العدوان على الانفس والاموال والاعراض ، وكل مجتمع مكلف بان يمنع هذه المحرمات وكل المفاسد ، وان يضع القوانين التي تعاقب من يقترفها بما يراه كل مجتمع عادلا ، مهمة القانون الوضعي ان يضبط كل ذلك لكي يمنع من ارتكابها بالكيفية التي يترجح له الصلاح فيه ، وتحترم فيه كلمة الله في انتصار الحق على الباطل والخير على الشر ، والاسلام يستمد من مصادره الاساسية وهي كلام الله وسنة رسوله الصحيحة بروحية الرسالة وكمال النبوة ، ويحترم كل جهد علمي اسهم في خدمة تراث الاسلام والتعريف بعلومه تاريخا لها وتوثيقا ودلالةً ، ويستفاد منه ويحمد من اسهم به ، وكل جيل يحمل مسؤولية عصره ان يتفرغ لقضاياه ، وكل مجتمع مكلف بما استجد من القضايا ان يجتهد في كل جديد منها بما يترجح له الحق فيه وتتحقق به روحية العدالة ً ، وتحترم روحية الاسلام في كل الاحكام الاجتهادية التي يترجح لكل جيل من اهل الاختصاص في كل عصر ما ينهض بمجتمعه نحو مزيد من الكمال الذي تحترم فيه كلمة الله في احترام الحياة بكل ما فيها ، كل شيء في هذا الوجود مسخر من الله للقيام بمهمته التي خلقه الله لاجلها ، لاشيء من العبث في هذا الوجود من المنظور الايماني الذي يجد الحكمة فيما يراه من ذاك التدافع الانساني الذي يجب ان يكون عادلا وفي سبيل الدفاع عن الحياة ، ومن الادب مع الله تعالى خالق هذا الوجود بكل ما فيه ان يحترم هذا الوجود كما هو وبكل ما فيه من ذلك التنوع فيه المعبر عن الكمال ، ومهمة العقل ان يتأمل في كل ما في الوجود , وان يدرك ان ما يتوصل اليه من العلم لا يتجاوز ما يحتاج اليه كما هو الشأن في العين التي لا تتجاوز ما تحتاج اليه ، وان افق الانسان الفكرى يتسع بالنور الالهي لكي يرى بذلك النور عظمة الكون الدال على عظمة الخالق المبدع ..

……………………….أعلى النموذج

أسفل النموذج

……………………………………..

( الزيارات : 178 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *