مفاهيم متجددة

كلمات مضيئة..مفاهيم متجددة

فى كل امسية كنت اجلس متاملا فيما كنت القاه فى يومي ذاك من المواقف والحوادث , كنت احاول ان افهمها كما اراها بنفسي  , لم اكن اريد ان يفسر لى اي احد ما ارى , لم اكن قاصرا لكي انصت لغيرى , لا احد هو اولى منى بما اراه , ماكنت مخاطبا به فانا اولى به , لا يعنينى كيف افهمها , ذلك الخلاف بين انصار العقل والقلب والمعرفة العقلية والمعرفة الذوقية , لم تكن تعنينى كل تلك المصطلحات المعتادة , كنت انا الذى افهم و لا يعنينى كيف افهم  , لم اشعر قط ان هناك عقل وقلب ونفس وفطرة , القرار واحد وهو ما يصدر عن الانسان  , لا يعنينى كيف , ما اريده افعله و ومالا اريده لا افعله , كل تلك التقسيمات لاتعنينى فى شيء , عندما اصافح احدا من الناس فانا اصافحه , وليست يدى ,  وعندما اتكلم فانا اتكلم وليس فمى , عندما افعل الخير او الشر فانا الذى افعله بارادتى  , وليس عقلى او قلبى او غريزتى , انا الانسان بكل مااملك من قوى ,  المخاطب هو الانسان وليس جزءا من الانسان , من هو صاحب القرار هو الانسان وليس عقله وليس قلبه ,  و الانسان هو المخاطب وهو المعاقب وهو الطائع وهو العاصي وهو القريب من الله وهو الغافل عنه , الانسان بكل ما فيه من قدرات هو المخاطب بكل شيء , عندما تكون انسانيته ناقصة لاي سبب فلا يعتبر مكلفا او يكلف بما هو قادر عليه , كل القوى متكافئة ومتكافلة للقيام بما تريد ان تفعله , ليست هناك حدود فاصلة بين العقل والقلب وما يصدر عن الغرائز والميول , هناك خير وشر ومعاييره نسبية , والانسان يختار ما يراه مناسبا له مما يترجح له انه يحقق به ما يريد , متى نتجاوز كل تلك المصطلحات ونتكلم عن الانسان المخاطب والمكلف , الكل يبحث عن مصلحته , ترتقى الاختيارات السلوكية وتنحدر بتاثير التربية والتكوين والبيئة والقيم والاستعدادات , مهمة الدين ان ينمى الاستعداد للخير عن طريق اقناع الانسان به , التربية الدينية مؤثرة فى السلوك , ما يريده الله من عباده هو الخير ومحبة كل الاخرين وتحريم الظلم والعدوان , عندما ترتقى الانسانية تعم قيم الخير ويشعر الانسان ان الاسرة الكونية واحدة وان الانسان هو اخ للانسان , وكل الخلق عبيد لله وهم متساوون فى كل شيء,  وهم شركاء فى كل ما كان فى الطبيعة من الارزاق التى هي لكل العباد  , ولا احد ينفرد الا بقيمة جهده لا يتجاوزه بظلم او استغلال , ويتفاضلون عند الله بالعمل الصالح , هناك ثورة قائمة وهي حتمية لاعادة تصحيح المفاهيم الحقوقية والاخلاقية لكي تكون عادلة ومقنعة وترفع شعار الاسرة الكونية الواحدة المؤتمنة على الحياة .

( الزيارات : 594 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *