مقاومة الظلم حق طبيعي

المقاومة سلوكٌ فطريٌ…

أفضل الجهاد مقاومة ظالم ودفع عدوان دفاعاً عن كرامة الإنسان وحريّته ومقدساته ، والصبر على ظالمٍ تقصيرٌ وجبنٌ وتقاعسٌ ، ولا عذر لهؤلاء ، والتسامح تفريطٌ وضعفٌ واستسلامٌ ، ولا كرامة لمستسلمٍ أو مفرّط فالاستسلام من شيم الضعفاء والمتخاذلين ، وثقافة الاستسلام هي ثقافة الشعوب الضعيفة المتخاذلة ، وهذه الشعوب محكومٌ عليها بالزوال والانهيار والمذلّة ، ولا حظّ لهذه الشعوب بالكرامة والقوة .

والمقاومة استعدادٌ فطريٌ وغريزيٌ ، وكلّ إنسان مزوّد بطاقةٍ فطرية لمقاومة أيّ اعتداء عليه ، فالطفل يقاوم ويقاتل من يمنعه من ممارسة حريته أو يأخذ منه ألعابه أو يمنعه من طعامه ، وتضعف المقاومة بتأثير التربية التي تُرَسِّخ لدى الإنسان قيم العبودية والاستسلام وتثير فيه مشاعر الرهبة من المواجهة ، وتشغل الإنسان بمشاكلّه اليوميّة ، فيبحث عن طعامه فلا يجده ويبحث عن العمل فلا يحصل عليه ، ويحمل هموم فقره فيرضى بالمهانة والذّل ويعتاد الانحناء أمام ظالميه والصبر على ظلمهم خوفاً على معيشته ، ولو أعتمد على الله لأعانه ورزقه ، ولكنّ ضعف الإيمان يؤدي إلى الاتكال على الخلق والصبر المذموم على الظلم ، وهذا هو سبب الطغيان في المجتمع.      

أدعوا المظلومين والمضطهدين والجائعين والمهمشين لرفع صوتهم وإبداء غضبهم ، وأن تكون أحداقهم مليئة بالتحدّي والغضب للمطالبة المشروعة كما أمرها الإسلام لا كما نصّت عليها القوانين الجائرة التي وضعها الأقوياء للدّفاع عن مصالحهم ، لا نريد العدالة كما يريدها القانون وإنّما نريد العدالة كما يدعو إليها الإسلام ، عدالة في الكرامة وعدالةٌ في الحقوق الإنسانية وعدالةٌ في المال وعدالةٌ في توزيع الأموال ومحاربة كلّ أوجه الفساد والاستغلال والاحتكار ، فالاقتصاد قد يستغني عن مالك المصنع والأرض ولكنّه لا يستغني عن العامل في الأرض والمصنع و هؤلاء هم صانعو الاقتصاد وبناة الأرض والإنتاج ، ويجب أن يأخذوا قيمة عملهم الذي يستحقّون ، كما يقرره الدّين لا كما يقرره الذين يضعون القوانين البشرية الظالمة ، والمقاومة في سبيل الحريّة والعدالة والكرامة واجبٌ شرعيٌ, فمن فرّط في حقّ من حقوقه المشروعة فقد فرّط في الأمانة ، ومن باع أرضه التي ورثها عن آبائه فقد باع تاريخه وشرفه ، ولا ملكية لمغتصب أرضٍ من أصحابها ولو بمالٍ بخسٍ , فالأرض ملكٌ لمن يسكن فيها ويعمل فيها , ويموت فيها, وتمسكوا بأرضكم أيّها الأحرار ولا تخرجوامنها على يد ظالم أو مغتصب.

( الزيارات : 1٬622 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *