الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على سيّد المرسلين وعلى آله وصحبه وبعد :
فهذه مجموعةُ أفكارٍ وتأملاتٍ سجلتها في أوقاتٍ مختلفةٍ , وكلّ فكرة مستقلةٌ عن الأخرى , وهي ناتجة عن تأملات ذاتية وآراء شخصية ….
قد يستفاد منها , ولا يُحتجّ بها وهي لا تدخل ضمن الأعمال العلميّة , وهي مستمدّة في الأغلب من تجارب الأيام , ومتأثرةٌ بالنظرة الواقعيّة , وهي تعبّر عن قيمٍ إسلاميةٍ أصيلةٍ وعن مقاصدَ شرعيّةٍ معتبرةٍ … وقد سجّلت هذه الأفكار والآراء في إطار دعوتي إلى أهميّة إثراء فكرنا الإسلاميّ بالجديد من عطاء الأجيال المتعاقبة ، لكي يكون فكرنا مواكباً لمسيرة مجتمعنا ، وليس متخلفاً عن واقعنا ، ولا بدّ من أن نجد أثر واقعنا في فكرنا ، وأثر كلّ جيل في تراثنا ، والفكر يتجدّد بتجدّد الأجيال ، ولكلّ جيلٍ عطاؤه الخاصّ به ، ولا يمكن أن ينفرد جيلٌ بالعطاء والتميز دون جيل آخر ، والجيل المعاصر مؤتمنٌ على عصره ، وهو مخاطبٌ كما خوطبت الأجيال السابقة ، وما يراه فهو حجّة له ، ولا يقلّد فيما يرى غيره أصلح له ، ولا يلغي ذاته ، ولا يحقّ له أن يفرض رأيه على جيلٍ لاحق ، ولا قداسة لجيلٍ إلا بجهدٍ مُعترَفٍ به لدى الآخرين ، والأجيال متكافئةٌ في حقوقها ومتفاوتةٌ في قدراتها ، ويتميّز بعضها عن البعض الآخر بمقدار عطائه ، وحقّ الاجتهاد مكفولٌ للجميع ..والتقليد جائز للعامة، ويعذر أهل الجهل به ، ولا يعذر أهل العلم إذا قلدوا مع علمهم بالادلة ..
أدعو الله تعالى أن يوفّقنا لما يحبّه ويرضاه
حلب : 5 / من ذي الحجة /1430هـ
22 /تشرين الثاني / 2009 م محمد فاروق النبهان
اترك تعليقاً