من اين لك هذا

 

 

من أين لك هذا ؟

من أين لك هذا ؟  متى يرفع هذا الشعار في كلّ مكان؟ لإقرار مبدأ المسؤولية الجماعية عن حماية المجتمع من الفساد بكلّ أنواعه .. كيف تتضخم الثروات بهذا الحجم المخيف ، ولا أحد يمكنه اكتشاف أسباب هذا التضخم؟!

ولا بدّ من النظر في الوسائل المشروعة لجمع الثروة ، وإحداث رقابةٍ حقيقيةٍ على الثروات الكبيرة ، التي تهدّد الأمن الاجتماعي …

من حقِّ المجتمع أن يسأل كلّ إنسان يملك الثروة عن كيفية حصوله على تلك الثروة ، وأن تكون هناك رقابة على هذه الثروات ، ومن حقّ الإنسان أن يعيش في ترفٍ وأن ينفق من ماله كما يشاء ، ولكن هناك حدود للإنفاق, فالمال هو مال المجتمع ويؤدي دوره في توفير أسباب الحياة لكلّ أفراد المجتمع ، ولا يجوز أن يتحكم فيه فردٌ واحدٌ لمصلحته الشخصية ، والمال قوةٌ كقوة السلاح ، ولا يمكن أن يتحكم في هذه القوة شخصٌ واحدٌ أو دولةٌ واحدةٌ وإلا اختل التوازن في المجتمع وتحكم الأقوياء في الضعفاء ..

     هناك حدٌ أقصى للثروة ، ولا يجوز تجاوز هذا الحدّ حمايةً لأمن المجتمع ، فإذا جُمِع عن طريق الفساد والاحتكار والسرقات والرشوات واستغلال النفوذ فهذاالقانون مما يدفع لمنع حدوث هذه الثروات حماية للمصلحة الاجتماعية التي تجب حمايتها ، فكلّ ما يلحق الضرر بالمصلحة العامة فيجب أن يُقاوم, والدين يحمي المصالح ويحرّم كلّ سلوك ضارٍ بالأمن الاجتماعي ، فأين العدالة في التوزيع ؟ وأين حق المستضعفين والفقراء والمساكين ؟ ..كلّ مال يملكه الإنسان يجب أن يقدم الدليل على كيفية حصوله على هذا المال ، للتأكد من سلامة الكسب ، ولكي يؤدي حقّ المجتمع فيه ، ومن واجب الدولة أن تمنع طغيان المال في المجتمع ، وأن توجه المال في خدمة المجتمع ، فلا يستثمره صاحبه إلا في المجالات المفيدة والمنتجة والنافعة ، ولا حريّة لصاحب الثروة الكبيرة في التصرف في ماله إلا في نطاق المصلحة الاجتماعية ، ولا تتضخم الثروة إلا عن طريقٍ غير شرعي كالاحتكارات الكبيرة لما يحتاجه الناس من غذاءٍ وسلعٍ ضروريةٍ ومطالب عامة يحتاجها الناس ، ولا احتكار لكلّ ما يحتاج إليه الناس ، ويجب تحديد نسبة الأرباح وحماية المواطن من خطر الاستغلال ، فالثروة التي يجمعها الأثرياء تخرج من جيوب الضعفاء ، فمن يكسب ثروته من بورصة الأسهم فإنّما يستغل جهل الضعفاء وغباءهم لكي يحقق الأرباح الفاحشة من خسارتهم ، فمن يحمي الضعفاء
وإذا لم تحم الدولة الضعفاء والمغفلين فمن يحميهم ؟.. وما حاجة المجتمع للدولة إذا لم توفر الحماية للضعفاء ؟ ولا بدّ من منع طغيان البنوك والمصانع الكبيرة ، ومنع طغيان المال ، وإعادة توزيع الثروات بطريقةٍ عادلةٍ تحقق الأمن النفسيَّ وتوفّر الكرامة لكلّ إنسان . 


 

( الزيارات : 1٬311 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *