ثقافة الشعوب اداة للنهوض

 ثقافة الشعوب

ليست كلّ ثقافةٍ مؤهلةٌ للنّهوض بالشعب الذي تعبّر عن خصوصياته ، فبعض الثقافات متخلفةٌ في مفاهيمها وقيمها وتكرّس حالة التخلف في تلك الأمة ، ومعظم ثقافات الدول المتخلفة لا تملك مقوِّمات النّهضة ، ولا بدّ في هذه الحالة من مقاومة الجوانب السلبيّة في تلك الثقافات والثقافة تشمل العادات والقيم والسلوكيات والعادات ، وكلُّ الثقافات الضيقة التي تنمي المشاعر العنصريّة وترفع شعار العنف والعدوان والأخذ بالثأر وتنمية مشاعر التعصب محكومٌ عليها بالانقراض فلا مجالَ للثقافة الضيقة الآفاق في عالم الغد ، الذي يحلم بالنّهوض والتقدم والمشاركة في صنع ثقافةٍ كونيةٍ ترفع شعار الأخوة الإنسانيّة والتكافل بين جميع الشعوب لتحقيق العدالة الاجتماعية والأمن والسلام ، ومقاومة الجهل والأميّة والحروب والوقوف في وجه طغيان الدول الاستعمارية التي تريد أن تبني اقتصادها على أنقاض مآسي الدول الفقيرة ، فما حاجة البشرية إلى الأسلحة النووية والصواريخ العابرة للقارات وأسلحة الدمار ؟ ولماذا تصرف الأموال الباهظة لتمويل مستودعات الأسلحة الهجومية ، في الوقت الذي تعاني معظم الشعوب من الفقر والجوع ؟ نريد ثقافة السلام لا لكي نتعلم مواقف الاستسلام ، ولكن لكي نقاوم رموز الشر والعدوان من الدول التي ترسل جيوشها لاحتلال الدول المعادية لها وتدمير مدنها ونشر الفوضى فيها ، فأيّ ثقافة تبرر العدوان؟! وأيّ حضارة تمارس الاحتلال؟!

هذه هي ثقافة الغرب وهذا هو النموذج الحضاري الذي يبشرون به ، وهي ثقافة القوة وشرعية القوة

وتُعرَف كلّ ثقافة لا بالشعارات ولكن بالمواقف الواقعية ، والضعيف لا يمارس الإرهاب وإنّما يمارس الإرهاب من  الاقوياء ، أما الضعيف فيقاوم ولو بالحجارة ويُعَبِربهذا عن رفضه للاحتلال  ، لإيصال رسالته إلى المعتدين من رموز الشر .

ثقافة السلام هي التي دعا إليها الإسلام ، في ظلّ اعترافه بكلّ الثقافات البشرية والقومية المتعددة وتحقيق المساواة بين الشعوب ومحاربة العنصريّة ومشاعر الكراهية واحترام كلّ الأديان التي تدعوا إلى التزام الفضائل واحترام حريّة الإنسان والدعوة إلى الأخوة الإسلامية في ظلّ ثقافة تحترم كرامة الإنسان.

( الزيارات : 828 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *