التخلف

من علائم التخلف في المجتمع إعطاء القداسة للحكام والعظماء والعلماء , وانهم فوق مستوى الاخرين فى مكانتهم وقدراتهم , والاحترام واجب , أما القداسة فهي مظهرُ تخلفٍ , فلا قداسة لأحد  خارج نطاق الاحترام والقداسة تستدعى العصمة ولا عصمة لغير الانبياء, والشعوب المتخلفة تجد في القداسة وسيلة للتعبير عن ضعفها وعدم ثقتها بنفسها وجهلها يدينها , فلا قداسة للتاريخ , ولا قداسة للأجيال السابقة , ولا قداسة تخلّ بمبادئ العقيدة الإسلامية , فمن ادّعى القداسة لنفسه فقد اساء , وكلما كان التخلف أكبر كانت الاستجابة للمبالغات والقداسات أوسع , فالجهل من الأسباب التي تشجّع الظواهر السلبية,  ولا شيء أخطر من الجهل على الأمة ، والتخلف يُنتِج قيماً خاطئة ويهبط بمستوى المعايير الاجتماعية فلا يحسن التمييز بين ما هو صالح ومفيد وما هو فاسد وضارّ  , ويجب إخضاع كلّ القيم السائدة لمعايير شؤعية وعقليّة,  واختيار القيم الأصيلة النافعة والتخلي عن القيم الفاسدة,  ولا يمكن للدين أن يشجّع القيم الفاسدة ,فالدين يدعو إلى تصحيح العادات والارتقاء بمستوى السلوك واحترام مصالح المجتمع وتحرير الإنسان من المعتقدات الخاطئة ,وكلّ ضارّ من العادات فليس من الدين ,وكل ما ينافى الفطرة فليس من الدين ……