نظرة تأملية فى مفهوم الدين

     كلمات مضيئة..نظرة تاملية فى مفهوم الدين

 هناك خلل واضح فى منهجية التعليم والتكوين , غاية التعليم ان تمكن المتعلم مما يحتاج اليه من المعارف الضرورية , وغاية التكوين ان تنمى القدرات الشخصية التى تمكن صاحبها من فهم ما يجب عليه من حقوق وما له من واجبات , وان يتحمل كامل المسؤولية فى اختيار القرار السليم , عندما يكون التكوين جادا وراقيا يكون الانسان اكثر عطاءاواكثر استقامة , ليست مهمة المعلم ان يلقن المتعلم ما يجب عليه حفظه من النصوص والاحكام , ويشعره ان هذا هو العلم وعليه الا يفكر فيه فيه ولا يتجاوز ما تعلمه , وان يشعره بقداسة ذلك , ثم يحذره من استخدام عقله فيه , كنت اضيق بمنهجية التعليم التى تعتمد على التقليد والتكرار , القرآن كلام الله لا يأتيه الباطل , والسنة هي البيان النبوي , وما عدا ذلك فهو جهد العقول , لا احد اولى بالحق الا بدليل وحجة , اذا كنت انا المخاطب بالنص فانا مؤتمن على فهمه المراد منه , لا اريد وسيطا ولا مفسرا ولا وصيا , المخاطب هو اولى بفهم ما خوطب به وهو اقدر على فهم المراد منه, القاصر يحتاج لغيره لكي يكون قيما عليه , والجاهل يحتاج لمن يعلمه , لا احد اولى بفهم الخطاب ممن خوطب به , ان لم يحسن الفهم استشار واستفسر الى ان يترجح له المراد به , ان اخطا فهذا حقه , انه باحث عن الحق , وله اجره , ان استقام واخلص ادرك المراد , لقد خوطب العرب فى عصر النبوة ولم يكونوا اهل علم , وفهموا المراد , ولولا انهم فهموه لما امنوا به , وعندما يشكل عليهم فهم اية كانوا يسألون ويستفسرون ويجادلون و ولم ينكر عليهم احد فيما كانوا يفعلون , فلماذا الانكار على من جاء بعدهم , لا احد اولى بالفهم من احد , كنت انكر على بعض اساتذتى عندما كانوا ينكرون على طلابي حق التامل والتفكير و وقلت يوما لاستاذى : قل ماتراه ودعنى افهم لنفسي فانا المخاطب وليس انت , ومن حقى ان افهم ما خوطبت به , اعجب الاستاذ بما سمعه منى وقال لى : انت على حق ياولدى , لوفهمنا ماخوطبنا به لما ضاقت حياتنا بما نرويه , كل جيل مؤتمن على عصره , وكل فرد مخاطب , والمخاطب هو اولى بفهم ما خوطب به , جهد الاجيال يحترم وينسب لاهله , ويعبر عن ما ترجح لهم فيه من الدلالات والمعانى , هم على حق فيما قالوه , ولكنه لا يلزم غيرهم , الاجيال متكافئة , والعقول ليست واحدة ومتفاوتة في قدراتها , ولكل منها نصيبه  من الحق , كل جيل متاثر بقضايا عصره ومجتمعه , والتراث هو جهد كل الاجيال , وليس هناك اي جيل يحرم من حقه فى اضافة مايراه , لا قداسة فى التراث ولاقداسة للتاريخ , ولا احد اولى بالحق من احد فيما اسهم به , المصالح متجددة ومتغيرة ومعاييرها تختلف بحسب كل مجتمع , وكل مجتمع اولى بفهم مصالحه , مصالح العباد هي غاية الاحكام والشرائع ومقاصد الاديان , العالم هو من حسن فهمه وليس عالما من ضيق الخناق على الخلق فيما اتسع من امرهم , جهل ادعياء العلم اشدقسوة وظلاما لانهم يسيئون ولا يشعرون , عندما يتخلف المجتمع  ويزداد جهله تضيق مفاهيمه ويرى فى التزمت ملاذا له و وعندما يقل التقى والصلاح يتقرب اهل العلم الى العامة بما يريدون من التزمت والتشدد , ويضيقون بكل من خرج عما هو معتاد من المواقف والاحكام , الجهل ليس هو الامية وحدها وانما هو اعمق واشد وذلك عندما لا تستخدم العقول كمنارات للفهم وتعطل عن اداء مهمتها فى هداية الانسان الى الطريق التى اراده الله له , الدين ايمان بالله وبما جاء من عنده عن طريق النبوة واستقامة وعمل صالح , ما كان عن طريق الوحي نصا وبيانا فهو من الله , وما كان عن طريق جهد العقول فهو مرتبط بمصالح زمانه , ويتجدد بما يحقق اغراضه , اما مصالح الخلق فهم مكلفون بها ان تكون كما امرهم الله به من وجوب الاستقامة فيها واحترام الحقوق الانسانية لكل خلقه لا فرق بين الرجال والنساء فى الحقوق الانسانية , ولا احد يملك مالا يملكه الاخر , والله قد امر بالعدل والاحسان , واعطاء كل ذي حقق حقه , وليس من الدين كل ما يخالف اصوله ومبادئه , لا مذهبية ولا طائفية ولا صوفية ولا سلفية ولا سلف ولا خلف , لا احد افضل من احد عند الله الا بعمله الصالح , وما اختلف فيه الناس فهو من امرهم , ومن حق كل مجتمع ان يختار لنفسه ما يرى فيه مصلحته فيه من الانظمة والقوانين والدساتير وما يرون فيه الخير والصلاح  ويحقق العدالة وينهض بمجتمعه , لا احد من الخلق ولوكان صالحا يملك عند الله مالايملكه غيره الا بعمله , لاوساطة بين الله وعباده ولا احد اقرب الى الله من غيره , من اراد الدنيا باسم الدين فقد اخطا وحرم من الدنيا , الاجتهاد حق لكل باحث عن الحق فيما يقدر عليه , استشر واجتهد ولا تقلد فلا عذر لك فيما قلدت فيه و ولاتهمل عقلك ولاتعطله فهو نورك الذى يهديك , من اراد الدين مطيته الى دنياه فقد اساء وامتحن فيما ادعاه , فضول الاموال لمن يحتاجها , والكسب المشروع هو قيمة الجهد , وما كان قيمة جهدك فهو لك ويقع توارثه , وما تجاوز ذلك من الاموال التى نمت عن طريق الفساد والاستغلال والاحتكار والارباح الفاحشة والاميازات فلا شرعية وهي من المعاملات الربوية , الدولة بالتوافق , والسلطة بالتفويض الارادى , ولا شرعية لدولة الاغتصاب والقوة , ولا دولة مع انتفاء اسباب قيامها , ولا بيعة مع الاكراه , والاكراه يفسد الارادات وينفى الشرعية , الزواج هو ثمرة توافق ارادتين , والولا ية على الكبار ولا ية كمال واحترام , والسفهاء لا يؤتمنون على انفسهم ولا على غيرهم , ولا صغار فى العلاقات الانسانية , وحقوق الطفل لا تسقط ابدا , وحياة كل ن الزوجين حقوق تبادلية , والقوامة تعنى المسؤولية , ومن الحق ضررا بالاخر فيجب تحمل مسؤوليته فيما تسبب فيه , ومن استخدم حقه المشروع متعسفا فيه فهو مسؤول عما اعتدى فيه او تجاوز , والحق المشروع يستخدم بطريقة تحترم حق الاخرين فيه , وحق الجماعة ثابت فى كل حق فردي , لا شيء من الحقوق يستخدم بطريقة انانية وفردية , وكل مال نما بجهد مجتمعه فالمجتمع شريك فيه , المال لا يلد المال الا بجهد الانسان , والثروات الكبيرة التى تهدد السلام الاجتماعى يفرض عليها من واجبات التكافل الاجتماعى ما يحقق العدالة ويخفف الفوارق , وكل ما يؤدى الى ان تكون الاموال دولة فيجب التخفيف منه , ويفرض على الثروات الكبيرة واجب التكافل لتخفيف معاناة المستضعفين و حق كل انسان فى الحياة ثابت وحقه فى اسباب الحياة ثابت وهو واجب , االطعام والتعليم والعلاج والسكن وكل ما هو ضرورى لكمال الحياة , وحياة الترف اذا بلغت حد السفه المكروه  والمستفز لمشاعر المستضعفين

يمنه ويحجر على السفهاء ويمنعون من سلوكيات السفه , ولا اكراه فى الدين ولا فى العقيدة , وتحترم الاديان واختيارات المجتمعات فيما تراه من خصوصياتها , والحرب مذمومة الا للدفاع عن حق مشروع , وصراع اتباع الاديان والطوائف جهل وتخلف وبحث عن المصالح , والاديان لا تقر ذلك , حرية الاديان مكفولة ودور العبادة يجب ان تحترم , وكل مكان يرفع فيه اسم الله فيجب ان يحترم , لانه رمز الايمان , واذا ثبت الظلم والعدوان فالدين ينكره مهما كانت مبرراته , قتل الانسان جريمة الا بحق مشروع , ولا جهاد فى العدوان , والعمل مهما كان كان هو جهاد , وكل رب اسرة يعمل لاجلها فهو مجاهد , والمعلم والمزارع والعامل كلهم مجاهدون ولهم اجرهم , من عمل صالحا مهما كان فله اجره عند الله , ومن اساء فى اي عمل من اعمله فعليه وزر ما فعله , واهم من كل هذا القيام بحق الله على عباده وشكره , واهم حق لله لله هي العبادة كما جاءت عن طريق النبوة كما جاءت لا زيادة فيها ولا نقصان , وهي تحتاج الى النبة والطهارة والاخلاص و من غير رياء , ولا احد ينفرد بطريقة فى عبادته او اذكاره الا اذا كانت مستمدة من السيرة النبوية ولا يحتج بغيرها , وليست هناك طرقية مخالفة لما كان فى السيرة , ومن اختار طريقة مغايرة ونسبها لنفسه فقد اساء الادب مع الرسول صلى الله عليه وسلم لانه نسب الاذكار لنفسه والصادق يختار طريق الاتباع لمنهج النبوة , اما السلفية فقد احسنت فى الرواية واساءت الادب فى كثيرمن  اهتماماتها , وبخاصة فيما يتعلق بالمولد النبوى , فالمولد ليس عبادة وانما هو عرف اجتماعي يعبر عن عاطفة ومحبة , وهذا امر محمود , وما عليه بعض العامة من جهل ومبالغات فهو مكروه ومذموم , وليس كل ما ينسب الى الاسلام هو منه , هناك الكثير من اللمفاهيم التى اريد لها ان تكون , ونسبت الى الاسلام وهي تحقق اغراض من انتفعوا بها , مفاهيم فى الحكم ومفاهيم فى المال ومفاهيم فى القيم والاعراف , هناك الكثير مما لا يحقق ما يريده الاسلام ونسب اليه بتأثير ممن يحقق لهم مصالحهم الدنيوية , الذين ارادوا الحكم والسلطة عبثوا بالمفاهيم واخضعوها لما يريدون , وكان لهم من العلماء من يبرر لهم ما يريدون , وهناك اهل المال وهؤلاء يشترون بمالهم كل من يبرر لهم استغلالهم للمستضعفين , عندما يتحالف المال والسلطة يكون الفساد عظيما وظلم المستضعفين مبررا , وما يعجز عنه هؤلاء يسخرون علماء الدين لتبرير ما يفعلون , كنت اتابع ذلك وارى الكثير مما يجب انكاره , رسالة الدين واضحة , كلام الله وسنة رسوله , وما تجاوز ذلك فهو جهد مجتمعه يرتقي برقيه وينحدر بانحداره . وما ارتبط بزمنه فلا يتجاوزه , وما كان خاصا بمجتمعه فلا يصلح لغيره , لكل عصر قضاياه واهله اعرف بما يصلح لهم, ويجب على كل مخاطب ان يجتهد فى فهم ماخوطب به و ولا عذر له ان قصر فى فى ذلك , ان جهل امرا سأل من هو اعلم منه فيه , فان اقتنع بما سمعه اخذ به و وان لم يقتنع فيجب عليه ان يبحث الى ان يجد ما يجعله مطمئنا اليه , لا تقليد فيما هو مكلف به لان التقليد ينافى التكليف , ولا يقبل التقليد ممن هو قادر على الفهم , لا عذر لمقلد فيما اخطا فيه , لانه هو المكلف والمخاطب , ولولم يكن الانسان مؤهلا لفهم الخطاب لما خوطب , الخطا مبرر لمن اجتهد فى البحث عن الحق وغير مبرر لمن قعد وقلد , السؤال عن الجواب ليس تقليدا وانما هو بحث عن الحق , من تقلده ليس اعرف منك بالحق ولا اقدر عليه منك , اذا اخذت رأي من تثق به فليس تقليدا , ومن حق المكلف ان يقلد من يثق به فى حكم ترجح له انه الحق , اما التقليد المطلق فى كل شيء فهو مناف للتكليف , يجوز للمخاطب ان يترجح له منهج اهل الحديث او يترجح له منهج اهل الرأي ,وان يميل لاحد المنهجين ولكن ان تجتهد فيما تاخذ به و وتطم~ن اليه , المذهبية الشائعة لا دليل عليها وهي نتاج قداسة لا شخاص , ولاقداسة الا للحق , قداسة الائمة ليست مبررة , الاحترام لا يعنى القداسة , انهم علماء يصيبون ويخطؤون , كل ماكان من جهد العقول فهو رؤية متجددة  راجحة ولا تعنى الصواب , وهي لا تتجاوز وقتها ولا عصرها ولا زمنها ولا مجتمعها واذا تغير الظروف المحيطة بها وترجح غيرها فالحق فيما هو ترجحت المصلحة فيه , لا ثوابت خارج النص , ودلالة النص قابلة للفهم المتجدد بما يلائم الغرض من ذلك النص , فهم الدلالات يحتاج الى فهم عميق لمقاصد ذلك النص وما يراد به , والدلالة التى لا تحقق اغراض النص  ليست مرادة , لان الغاية هي ذلك المعنى المراد , وهو متجدد باستمرار ويعبر عن حاجة زمانه ومجتمعه , واهل العلم مؤتمنون على الفهم , وهم قلة فى مجتمعهم , ولا بد من احترام الاختصاص فى كل حكم , العلماء هم اهل الاختصاص , فى كل المعاملات , ولا يسأل غيرهم ولا يحتج برأي من ليس منهم علما وفهما , المنعزلون عن مجتمعهم لا علم لهم ولو كانوا اهل تقوى , التقوى لاتعنى العلم والصلاح لا يعنى الاهلية , واهل الرواية يسألون عن الرواية وليس عن الاستدلال , الاجتهاد الفردي لا يعتد به الا اذا اعتمد من جمهور اهل العلم وكان جديرا بالاهتمام , الاجتهاد مسؤولية المجتمع كاملا , وماتراه الجماعة فهو ملزم لها ما دامت تراه الحق والصواب وترى فه المصلحة , وما يراه مجتمعه ان فيه مفسدة فلا يعتد به , رأي الجماعة ملزم , ولا يحتج برأي المخالف الخارج عن الجماعة , من اجتهد لنفسه فهذا حق له ولا يلزم غيره الا اذا اعتمده المجتمع او اهل الرأي فيه,  ولكل مجتمع ان يضع انظمته السياسية والاقتصادية والقانونية والدستورية كما يراها محققة لمصالحه الدنيوية ولمفاهيم العدالة التى يراها المجتمع محققة لاماله وناهضة به لكي يكون فى تلك الانظمة مواكبا لما يراه عصره من التطور الذى يلائم ذلك العصر , ومن المفترض ان تكون المجتمعات الاسلامية فى مقدمة المجتمعات فهما لمجتمعها والتزاما اخلاقيا واحتراما للحقوق ولمفاهيم العدالة , عندما نفهم رسالة الدين كرسالة انسانية هادية للطريق الذى يحبه الله من عباده نختار افضل الطرق واكثرها تقدما واحتراما لحقوق الانسان ولكرامته , رسالة الاسلام هي رسالة الله لعباده ولا يمكنها الا ان تكون اخلاقية التوجه عادلة فيما تدعو اليه انسانية لاتعرف التعصب ولا الكراهية وتدين العنف كاسلوب والعدوان على كل الاخرين , رسالة الله الى خلقه يجب ان تكون معبرة عن قيم انسانية راقية , ماتنكره الفطرة الانسانية من انواع السلوك لا يمكن ان يكون من الدين , ما تراه المجتمعات من الانظمة يجب ان تعبر عن ارادة تلك المجتمعات , وهذه الانظمة تتطور باستمرار وتتجدد لكي تحقق المصالح المرجوة منها , وهي جهد مجتمعاتها ولاتنسب الى الاسلام , فمنها من يحترم الثوابت الاسلامية ومنها ما يتجاهلها , وتمدح وتذم , فماكان صالحا يؤخذ به وماكان جائرا يذم وينسب لمن وضعه , لا انانية فى الحقوق ولا اغتصاب للسلطة ولا احتكار لها الا بتفويض ارادي , ولا شرعية خارج التفويض , ولا امتيازات ولا تجاوزات ولا عدوان فى مجال الحقوق والاموال , وفى مجتمع اسلامى لا تكون الاموال دولة بين الاقوياء والاغنياء , ولاتفاضل فى الانساب الا بالعمل الصالح , ولا اكتناز للاموال بما يهدد مصالح المستضعفين , وفضول الاموال تذهب للفقراء لتلبية حاجاتهم الضرورية , وكل الثروات الطبيعية هي حق لكل الخلق , وتوزع بينهم بعدالة لتامين طعامهم ومساكنهم ومطالب عيشهم وتعليمهم , وهذه حقوق طبيعية لا يحرم منها اي احد , فمن جاع فبظلم مجتمعه وانعدام العدالة فيه , ولا كسب الا ان يكون قيمة لجهد , وكل كسب ناتج عن طريق الاستغلال فهو غير مشروع و وهو من انواع الربا , لان الزيادة غير المشروعة من الربا وهي زيادة ظالمة , والارض الزراعية لمن يعمل فيها , فمن عمل فيها كانت له ثمرتها , ومن لم يعمل استردت منه , وكل ما ارتبطت الحاجة به فلا يجوز احتكاره , ويجب تسعير قيمة الخدمات الضرورية بقيمة الجهد فيها , وقيمة الجهد هو ما يحتاج اليه الانسان لكمال حاجاته , ولاسلطة لحاكم خارج الحق والعدالة , والحاكم مؤتمن على الحقوق , فاذا خان الامانة وفرط فيها فهو مسؤول عما تجاوز فيه , ولا احد خرج المساءلة العادلة عن اماله , والرجل والمراة سواء فى الحقوق الانسانية , ولا سلطان لاحدهما على الاخر فى نفسه وماله الا بالحق , ولكل مجتمع ان يضع نظامه الاسرى بما يحقق العدالة وتحترم فيه ثوابت الاحكام وتترك لكل مجتمع ان يضع نظامه الذى يراه عادلا ومحققا لمصلحته , اما العقوبات فتحترم فيها ثوابت العدالة فى نظر الشريعة , وماترك للعقول ان تطبقه فهي مؤتمنه عليه بما يحقق المقاصد المرجوة , وتحترم ثوابت الدين فى نظرته للمراة واهمية الالتزام بالثوابت فيما يتعلق بحقوقها وواجباتها واهمية الاحتفاظ بخصوصياتها السلوكية والاجتماعية بما يلائم القيم الاخلاقية السائدة من غير تفريط بواجب او التشدد فيمالا دليل عليه , كراهية الاخرين ليست من الدين , ولا بد من التعايش والتساكن واحترام حقوق المخالفين فيما هو من امرهم , وسلوك اتباع الاديان ليس حجة على الاديان , انهم يتصارعون على المصالح والمغانم باسم الدين وهم عبء على الدين بما يسيئون له ويشوهون تعاليم الانسانية و التاريخ ليس حجة , لانه تاريخ الانسان , الدين يعلم الانسان والانسان لا يتحكم فى الدين ولا يمكنه ان يعبر عن الدين الا بالاخلاص ومحبة الله , وليست هناك علاقة تنافر بين الدين والعلم ولا بين الدين والعقل , تلك مخلفات الجهل بالدين , العقل هو المخاطب بالدين  وهو المؤتمن والعلم هو اداة المعرفة العقلية , والجاهل ليس مؤهلا لحسن الفهم , اما العلاقات الدولية فتحكمها المصالح المتبادلة , والحكام الصالحون مؤتمنون على مصالح شعوبهم ووالدفاع عنها , واهمها الحفاظ على الاوطان من كل عدوان وحماية الثروات وتوزيعها بطريقة عادلة , فمن فرط فيها حماية لحكمه فقد اساء الامانة , واستنزاف ثروات الشعوب فيمالا ينفعها كشراء السلاح بطريقة مبالغ فيها لارضاء الكبار امر خاطئ وخيانة للامانة , تجارة السلاح جريمة ضد الانسانية , وهو اشد سوءا ممن الاتجار بالمخدرات , انتاج السلاح المدمر جريمة ضد الانسانية .ز

تلك تاملات سريعة كتبتها على عجل , واردت بها التعبير عما فى نفسي من الافكار , ولا ادعى اننى على حق , ولكن تلك هي ما اؤمن به وما اراه جديرا بالاهتماام , ولست فى هذا ناقدا لاحد فلكل الاخرين حق فيما يكتبون , مانكتبه فى لحظات التامل قد يكون صادقا , لاننا نريد ان نؤدي امانة الكلمة نحو ديننا ومجتمعنا , نحن لا نملك اكثر من الكلمة وارج وان تكون صادقة وان يلهمنا الله الصدق فيها لكي تنشرح القلوب لها و ونرجو ان تكون خالصة لله تعالى   

( الزيارات : 889 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *