نفحات روحية

نفحات روحية

من اراد ان يعرف الله عن طريق الدليل فلن يتمكن من ذلك  ابدا  لان الله يدرك بالفطرة وليس عن طريق الدليل , فالدليل هو اداة العقول فيما تتصوره من الاشياء,  والله تعالى يدرك فى القلوب عن طريق اللطف الالهي الذى يخص الله به من اراد من عباده والله تعالى لا يعرفه الا من تعلق به , فمن تعلق به احبه , ومن احبه ادرك بفطرته انواره , وليس هناك واجب على الله فيما يتعلق بالثواب والعقاب , فالله لا يجب عليه شيء , وكل ما يصدر عن الله فهو من باب المشيئة الالهية التى لا يحدها زمان اومكان,  ورحمته وسعت كل شيء ,.

 

 

نفحات روحية

مقام التكليف هو ارفع المقامات لان التكليف هو مقام العبودية , واول معانى التكليف هو الايمان بمقام الربوبية , والله تعالى ليس مشبها بالخلق فى اي صفة من صفاته والله ليس بجسم ولا صورة ولا جوهر , واوصافه ليست كاوصاف الخلق وهو لا يحل بمكان ولا يقيده زمان , وكلام الله ليس بحروف وانما الحروف هي دلالات عليها,  والقران ليس بمخلوق ولا محدث , والله تعالى هو خالق قدرات الانسان وخالق افعالهم ولولا خلق قدرات الانسان لما كانت الاعضاء قادرة على فعل ما يصدر عنها من الحركات الظاهرة  ,

والانسان مكلف بامرين الاحكام والاداب , والانسان مخاطب بهما معا , ولا شيء من الاوامر التكليفية يمكن ان تسقط عن المكلف بها مهما بلغت درجته عند الله , انطلاقا من النبوة وانتهاءا بالصالحين من اوليائه المقربين , مرتبة النبوة لاتتجدد , ولا شيء من خصوصياتها تنتقل بالوراثة , فلاعصمة خارج النبوة والرسالة , اما التكليفف فالمخاطب به هو الانسان واداته هو العقل , والعقل لا يتجاوز المحسوسات فى ادراكه , ولا يمكن للعقل ان يتجاوز قدراته بالمشاهدات والمحسوسات , اما قضايا الالوهية فالعقل يدرك اثارها ولا يدرك حقيقتها لان اداة ادراكها هي الفطرة الايمانية التى هي من اللطف الالهي لمن التزم بكامل الاداب بالاضافة الى الالتزام بالاحكام التكليفية , وتلك الاحكام مرتبطة بالسلوك الظاهرى , ولا يستقيم ذلك السلوك الا بصفاء النفوس وادبها وسمو اخلاقها ونقاء خواطرها بحيث يكون داخل الانسان كخارجه , وعندما تصفو النفوس ترتقى خواطرها وتكون اكثر محبة للخير واكثر رحمة ومحبة لكل الاخرين , ومن طبيعة النفوس انها تتأثر بمجتمعها ومحيطها وتاخذ بما اعتادت عليه , وهذه مهمة التربية الروحية التى تحرص على رقي السلوك الخارجى وصفاء القلوب , منهج التربية الروحية ليست مجرد طقوس معتادة واحوال متكلفة وانفعالات لا دلالة لها وتطلعات لمكاسب دنيوية ومنافسات على المصالح والمغانم , لا شيء من ذلك يمكنه ان ينسب الى الدين الا اذاكان غايته الدين التزاما باحكامه وامتثالا لادابه

( الزيارات : 710 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *