نفحات روحية

نفحات روحية…
المعرفة هي الغاية من التربية الروحية …
ولا تتحقق إلا بعد رياضة النفوس وتهذيبها، ولا يمكن إصلاح الباطن إلا بإصلاح الظاهر، وهو التحكم في الغرائز والميول الفطرية والمكتسبة.
وليس بإمكان الإنسان أن يسوس غيره من الناس إلا بعد سياسة نفسه والتحكم فيها وإحكام قبضته على نزواتها واندفاعاتها، والسيطرة على أهوائها وشهواتها، والذين يحرصون على تهذيب غيرهم عليهم أن يبدؤوا بسياسة أنفسهم وتهذيب طباعهم، فذلك هو الطريق الطبيعي والخطوة الأولى للإصلاح، وكيف يستقيم أمر الإصلاح إذا لم يبدأ الإنسان بنفسه، فالصادق يدعو الناس إلى الصدق بحاله، والشجاع يدعو الناس للشجاعة بالاقتداء به، وهكذا في كل الفضائل السلوكية.

معنى المعرفة
تميز الإنسان عن غيره من المخلوقات باستعداده لمعرفة الله تعالى , والمعرفة هي غاية العبادة , وأداة المعرفة هي القلب ولا تتحقق المعرفة إلا بطهارة القلوب , وأداة الطهارة القلبية هي تزكية النفس أولا , قال تعالى : وما قدروا الله حق قدره , أي ما عرفوه حق معرفته, والعارف بالله هو من عرف الحق سبحانه ثم صدق الله في معاملاته , ثم تخلى عن صفاته المذمومة وانقطع عن كل خواطر النفس والشر, ولم يلتفت قلبه لغير الله وعندئذ يعرفه الله بأسرار تدبيره فيما يجريه من تصاريف أقداره , وكلما ازدادت معرفة العبد بربه ازدادت هيبته له وأنسه به فلا يلجؤ في أزماته وابتلاءاته إلا إلى الله لأنه لايشهد غيره ولا يرجع لغيره ..
ومن علائم المعرفة السكون القلبي والشعور بالطمأنينة والأمن النفسي , ومن سكن قلبه صفا عيشه وازداد أنسه بالله ووحشته من الخلق وزالت هيبة الخلق من قلبه فلا يخاف إلا الله ولا يشهد إلا الله 

( الزيارات : 3٬126 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *